الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
صفحات مطوية من تاريخ مثقّفي العراق

بواسطة azzaman

أذن وعين

صفحات مطوية من تاريخ مثقّفي العراق

عبد اللطيف السعدون

 

كتب لي قارئ أنه يتذكر من ضمن النشاطات الثقافية العراقية في مواجهة نكسة حزيران 1967 كانت خطوة إنشاء تجمع يضم لفيفا من المثقفين بهدف دراسة الأوضاع المتردية آنذاك، وتوضيح السبل الكفيلة بإحداث نقلة نوعية على طريق تحقيق أهداف الأمة، ويطلب تزيده بتفاصيل هذه الخطوة باعتباري أحد المساهمين فيها، وفكرت أن أحيله الى ما كتبه الصديق والصحفي المعروف سامي عباس الزبيدي الذي كان واحدا ممن كان لهم شرف المساهمة في هذه الخطوة على صفحته في (فيس بوك) في وقت سابق، وأضيف، من ناحيتي، أن فشل (التجمع) المذكور يعود إلى جملة عوامل ليس مجال مناقشتها الآن لكن ما يمكنني ذكره أن هذه الصفحــات المطوية ينبغي أن تدفعنا للتفكير في نشاطات وفعاليات بنفس الاتجاه كجزء من مسؤولية المثقفين اليوم.

شباب عربي

وفي ما يلي ما كتبه الزبيدي:

(في العشرين من شهر حزيران عام 1967 وعقب ما يسمى بنكسة حزيران بعشرة ايام فقط، التقينا في بار (بلقيس) في شارع أبي نواس لنقلب ما الت اليه الامة العربية بعد النكسة وماذا يجب على المثقفين العراقيين عمله في ظل اوضاع فقد خلالها الشباب العربي ثقتهم بالأنظمة السياسية وتهاوى فيها الوعي القومي، كنا بضعة اشخاص: خالد يوسف ، قيس كامل السامرائي  (قيس عبد الكريم نائب رئيس الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين حاليا) رياض قاسم، عبداللطيف السعدون، عمران القيسي، حسن علي السعدي، رشدي العامل، وانا، واكدنا في  هذا اللقاء ضرورة تشكيل تجمع ثقافي يعيد الثقة الى شبابنا ويحصن وعيهم ضد الهجمة الامبريالية - الصهيونية على امتنا العربية وكان علينا الاتصال بمن نعرفهم من اصدقائنا المثقفين على ان لا يكونوا مرتبطين بتنظيمات سياسية لكي نضفي على تجمعنا صفة الاستقلالية وتحدد موعد للقاء عام في مقهى البتاوين في شارع السعدون والمجاورة لاستديو نصرالله للتصوير ومحطة تعبئة البتاوين للبنزين وبعد ثلاثة ايام من هذا التاريخ اجتمعنا في المكان المحدد وحضر الاجتماع كل من قيس كامل السامرائي، خالد يوسف، عبداللطيف السعدون، حسن علي السعدي، سركون بولص، وليد جمعة حميد المشهداني، علي الاسود، رشدي العامل، حكمت الدراجي، طارق الدليمي، حبيب الدوري، وانا ونوقشت في هذا الاجتماع سبل تشكيل التجمع واصدار بيان التأسيس الذي كلفت انا بكتابته لكن المؤسف له هو نشوب خلاف بين المحامي حكمت الدراجي وخالد يوسف حول موضوع الاتصال  بجهات سياسية لمعاضدة المشروع حيث كان حكمت الدراجي يروم ربط التجمع بالحزب الشيوعي العراقي الذي لم يلق ترحيبا من قبل اكثرية المجتمعين خصوصا وان من بين المجتمعين من فكوا ارتباطاتهم السياسية بما كان يسمى بحركة الكادحين العرب أو من حزب البعث العربي الاشتراكي  أو حركة القوميين العرب، مما جعل الراحل حكمت الدراجي الى دعوة كل من خالد يوسف وعبداللطيف السعدون وانا  الى اجتماع تفاهمي كما دعاه في مكتبه الواقع في شارع الرشيد مقابل سينما روكسي.

بيان تأسيسي

وقد استغرق هذا الاجتماع لأكثر من ساعتين لم يسفر عن اي تفاهم فاعتذر حكمت الدراجي في نهاية الاجتماع عن مواصلة العمل معنا خصوصا واننا قد ثبتنا في البيان التأسيسي الذي كتبته بأن التجمع يحرص على استقلاليته عن اي اتجاه حزبي وأنه ماض في نشر الوعي واعادة الثقة لجماهير شعبنا بقدرتها على بناء ما تم تدميره ومواجهة التحديات الجديدة التي أعقبت النكسة الكبرى للأمة العربية، وقد تم بالفعل الاتصال بكل من مؤيد شكري الراوي ومازن كامل السامرائي (شقيق قيس السامرائي) وفاضل  كلو العزاوي واحمد العزاوي فوافقوا جميعا للانضمام الى التجمع، وكان من المؤمل أن يمضي التجمع في نشاطه الثوري وتحقيق أهدافه التي أعلنها في بيان التأسيس ولكن تخلي بعض الاسماء وعودتهم الى تنظيماتهم السابقة قد حال دون الاستمرار في النشاط الثقافي في ذلك الحين).

 


مشاهدات 28
الكاتب عبد اللطيف السعدون
أضيف 2025/01/18 - 12:19 AM
آخر تحديث 2025/01/18 - 4:54 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 110 الشهر 8026 الكلي 10197991
الوقت الآن
السبت 2025/1/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير