الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الوطنية.. بين الخيار والإختيار

بواسطة azzaman

الوطنية.. بين الخيار والإختيار

حامد الزيادي

 

نزع الروح الوطنية إستهداف دأب عليه كل أعداء الوطن على مر العصور لأنهم يدركون أن الإنسان بلا وطنية يعني بلا هوية بلا هدف بلا قضية، فالوطنية إنتماء يحيا به الفرد داخل وطنه ويتحكم بسلوكه وتصرفاته وتكون البوصلة التي تحدد مساره وتوجهاته  لأنها علاقة متبادلة ومتلازمة فإذا ضعفت أو تفتت إنهارت منظومة الأنتماء والولاء لأنها تمسّك وليس مستمسك فقط يبرزه الفرد كلما طلب منه ابرازه، وعلينا أن ندرك أهمية الوطنية والمواطنة ونجسدها ونلتزم بها لأنها إحساس وشعور عظيم يستحق بذل الأرواح لأجله، فتحتاج دوما التذكير والتحفيز والتحشيد المعنوي وتكريس الروح الوطنية في كل محفل ومفصل من مفاصل الدولة لتنمية الأعتزاز بالهوية الوطنية أولا وجعلها الهدف الأسمى والأعلى وما يحصل اليوم هو عملية مزاحمة لزج الهويات الطائفية والقومية والعشائرية في مقدمة لقتل الروح الوطنية وجعلها هويه ثانوية سرعان ما تضمحل وتذوب في زحمة الهويات الدخيلة والولاءات الأجنبية وتاتي أسباب ضعف الروح الوطنية من جوانب عده أهمها فقدان الفرد لدوره في بناء الوطن وتغييب الطاقات الوطنية المخلصة وتحييدها عن تولي زمام الأمور والتفريط بمقدرات وثروات الوطن وضياع الفرص على المتحمسين لأخذ الحقوق التي سلبت منهم، وكم من شعارات ترفع تبينت أنها غير صادقة أو ثابته مما خلقت صدمات وأنكسارات نفسية أنعكست سلباً على الثقة وتسببت بانقسامات وصراعات أضعفت روح المواطنة، وهذا ما يعول عليه الأعداء ويعملون لأجله، فاليوم عندما تجد الروح الوطنية ضعيفة أو مهزوزة لن تستطيع أن تراهن على المستقبل أو تحقيق الإنجازات التي تستحق لذا نقول علينا أن نعيد الثقة للمواطن بوطنه عندما نصحح المسارات التي انحرفت ونعيد لها من هو أهلا لها وقد نبالغ بالأمل لكن لا حل الا بالعودة للوطن وتضميد جراحه والوقوف معه بكل قوة كي ينهض من جديد مالم نحقق ذلك نكون سكان بلا هويه تتقاذفنا أمواج المصالح الأجنبية والأهواء الشخصية في كل اتجاه، فتصحيح التفكير ان الوطن هو البوصلة التي ننطلق منها واليها وان نكون تحت خيمة الوطن بلا أصطفافات وتخندقات وتكتلات جانبية تذهب بنا للمجهول ونصبح مشردين ولاجئين ومتغربين نبحث عن رقعة أرض تؤوينا لا نحمل هويتها!! فلا ملاذ غير حضن الوطن ولا ملجأ إلا سقف الوطن ولا سور وساتر إلا ستر الوطن.

 

 


مشاهدات 164
الكاتب حامد الزيادي
أضيف 2024/10/25 - 3:46 PM
آخر تحديث 2024/10/28 - 8:06 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 249 الشهر 11872 الكلي 10041595
الوقت الآن
الإثنين 2024/10/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير