قراءة في كتاب المؤسسة العسكرية العراقية مسارات البناء ومتطلبات إعادة التنظيم 2003_2020
فلاح المرسومي
- الكتاب من تأليف اللواء الركن المتقاعد الدكتور عماد علو الربيعي وقد تناول فيه ب ( ١١) فصلاً نصوصاً مهمة وعلى مدى مراحل منذ عام التأسيس 1921 سلط فيه الضوء عن الدور السياسي للمؤسسة العسكرية ظهورها وعن دخول الجيش عالم السياسة والانقلابات العسكرية وعن تراجع الدور السياسي للمؤسسة العسكرية العراقية وكذلك عن دورها لمرحلة ما عقب الاحتلال الأمريكي للعراق في 2003 بحل الجيش ودوافعه وفي إعادة تشكيله بدمج الفصائل المسلحة به وتشكيل وزارة الدفاع قيادات الفرق الخاصة ومكتب القائد العام وعن المحاصصة في المؤسسة العسكرية والاستخدام السياسي فيها كما تناول في فصل اخر أثر التوافقات السياسية الداخلية والاقليمية في تسليح الجيش الجديد مسلطاً فيه الرؤية الأمريكية للتسليح وعن تبدل الإستراتيجية الأمريكية وعن الاتفاقية الاطارية بين العراق وامريكا وجاء المؤلف عن قوات الحشد الشعبي في التشكيل والفصائل المسلحة وارتباطاتها وفي الوضع القانوني وعن عقيدة قتال الحشد، وكذلك عن قوات البيشمركة بكل جوانب وسيرة التشكيل. لقد رصد المؤلف جوانب عديدة ومختلفة في تطوير المؤسسة العسكرية وبما فيه الحشد والبيشمركة وعلاقة هذا التطور بالواقع السياسي للبلد وفي تأثير الاحتلال الأمريكي الذي حاول ترسيخ رؤيته في تشكيل المؤسسة العسكرية وأثر ذلك في التسليح وفي تأثير الفساد منذ إدارة ( بريمر) وحتى الوقت الحاضر في أضعاف القدرات القتالية للجيش العراقي وعن تداعيات ظهور داعش وتفوقها في عام 2014 وبنحو تفصيلي من وجهة نظر عسكرية رصد الكاتب تداعيات الظهور مبيناً الأدوار المختلفة التي أداها الجيش و الحشد والتحالف الدولي في الحرب ضد هذا التنظيم، لقد قدم المؤلف عماد علو الربيعي في الفصلين الأخيرين من الكتاب تحليلاً مهما وعلى أهمية كبيرة وبرؤية من منظور عسري في كيفية إعادة تشكيل تنظيم المؤسسة العسكرية والسلطة المدنية وتطويرها وفي توزيع المناصب والسلطات والصلاحيات في السلطة الاتحادية واليات صنع واتخاذ القرار الأمني وفي توحيد القيادة والسيطرة وإعادة تشكيل قيادة العمليات المشتركةلما يعزز من فعاليتها وقدرتها على الاستجابة السريعة للتحديات وزيادة امكاناتها الفنية والتقنية للنجاح بوجه كل التحديات الجديدة في ظل عالم يتميز بالتغيير السريع مع الأخذ بكل مسارات النجاح والأخلاق التي مرت بها المؤسسة العسكرية طيلة تلك السنوات المتزامنة مع صراعها ضد اعتى واشرس التنظيمات الإرهابية المتمثلة بتنظيم داعش الإرهابي وانتصرت عليه بحرب ضروس استمرت لأربع سنوات.