طرقات مهلكة

نجمان ياسين

 

إلهي

منذُ أسريتُ في حدائق الوجد

أدركني الأسى، وثقب قلبي

صيّر حروفي ناراً

ودمي محراباً لصلوات العشق

سلبني فرح الطير بالنور

وأهداني كآبة العزلة الشائكة

أخذني مني

وأورثني هذا الحريق الذي يأكلني

ومنذ خفقت هذه النجمة في تاج عقلي

غمرته بالنور ولذة الكشف

ألقت شذاها

وجمرها، وأوقدت مخاوفي

فتوهجتُ

ونفضتُ رماد روحي، وأشرقتُ؟!

إلهي

منذ فيضان النون، فيّ، وتجليّات الظبية

صارت طرقي، أشدّ وعورة من جبل عصي

وأكثر اشتعالاً من بركان يتأهب للتشظي

أمسيتُ فقيراً، يتشهى عطايا الظبية

ويرنو إلى ثمر سماوي

فيه خلاصي وحتفي!

 

مياه

مرةً، تكون الظبية نافذتي

ثمر كشفي، وتجليّات أسئلتي

غُصني الذي يأخذني من رماد كآبتي

ويسري بي إلى أبيض الأعالي

ومرةً، أتلو في جسد الظبيّة

حروفي

أُبصر وجهي

وأُلقي القبض على معنى المعاني

مرات، تسلبني الظبية قلقي

وتمنحني أرق المواجد

تشعل سعير روحي

ويرفعني عمود رخامها الحي، لأحتضن شمس كلامي

وأسري في سموات تخفقُ نجومها بأزرق الحال!

مرات، تلقيني في موجها الأخضر

النابض بنار فاكهة الفردوس المفقود، والمستعاد

ومرات، تورثني حزن يتيم

أضاع مهجته

وارتمى في أعماق مياه الفتنة

ومصبّات الزوال!

أديب عراقي

رئيس أسبق للإتحاد العام للأُدباء والكتاب في العراق