الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأمن النفسي.. وقوة الشعور للطمأنينة

بواسطة azzaman

الأمن النفسي.. وقوة الشعور للطمأنينة

معراج أحمد معراج الندوي

 

  الأمن مطلب ضروري لحياة الإنسان، فلا طعم للحياة بدون الأمن الذي يؤدي إلى الطمأنينة وراحة البال، وقد ظل الإنسان منذ وجد على هذه الأرض يبحث عن أمنه النفسي من خلال سعيه إلى تحقيق حاجاته الضرورية وتقوية علاقته بأخيه الإنسان حتى يأمن جانبه ويبني علاقات معه عل أساس الاحترام المتبادل.

  والأمن النفسي هو إحساس بالأمان والتحرر من الخوف والتهديد، وهو شعور مركب يحمل في طياته شعور الفرد بالسعادة والرضاء عن حياته بما يحقق له الشعور بالسلامة والإطمئنان. الأمن النفسي هوحالة نفسية يشعر الفرد من خلالها بالطمأنينة والأمان والراحة النفسية والاستقرار.

الأمن النفسي هو حالة من الوثوق والسيطرة على الخوف والتحكم في الذات، والتحكم في الذات يجعل الإنسان يشعر بالاكتمال، والاكتمال هو شعور عظيم. وفي هذه الحالة، يشعر الإنسان أنه وحدة واحدة، وبذلك يتحقق أكثر درجات الإنسانية، أي الإنسان الكلي المتكامل المتماسك، وهذا هو الشعور بالذات، شعور بالتوافق والانسجام، توافق وانسجام بين مكونات الإنسان الثلاثة: الروح والنفس والجسد. 

  ولا يقتصر الأمن الفنسي على جانب واحد من الجوانب الحياتية، وإنما يتضمن الأمن الصحي والديني والقانوني والاقتصادي والثقافي والتربوي والاجتماعي، فالصحة ليست الخلو من المرض ولكن الصحة هي السعادة والأمن النفسي، الصحة هي انتظام الإيقاع، هي الانسجام، هي النسق البديع، هي الشكل الجميل للحياة، هي القوة الباطنية، هي التحدة بين الروح والنفس والجسد، هي القدرة على التواصل العاطفي مع الإنسان الآخر.

الأمن النفسي أيضا عامل مهم من العوامل التي تؤدي بالفرد الى الصحة النفسية ومن ثم الى شخصية ناضجة ايجابية ومنتجة، وتدل البحوث على أن القلق الذي يسبب للفرد اضطرابات نفسية متعددة سببه عدم الشعور بالأمن النفسي.

الأمن النفسي والطمأنينة من المتطلبات الأساسية التي وضعها على سلّم هرمه، فيشعر الفرد انه محبوب من قبل الآخرين وله مكانة في الجماعة وينذر شعوره بالخطر والتهديد والقلق. في هذه الحالة، يكتمل الإنسان فوق اكتماله، يكتمل أولا مع نفسه ثم يكتمل بالآخر، ويصل إلى قمة السعادة وقمة الأمن النفسي، ثم إلى قمة الإحساس بالذات وقمة التكامل الداخلي بين الروح والنفس والجسد، وقمة التكامل بالإنسان الآخر، قمة الشعور باللذة والنشوة والانسجام والسرور والرضا والطمأنينة.

 إن الأمن النفس، إذا توفر لجميع الأفراد فسيقوم كل فرد بأداء عمله بالشكل المناسب، لأن الإنسان الذي يشعر بالأمن يمارس في هذه الحالة حياته الطبيعية. ولا يستطيع الفرد أن ينمو نموا نفسيا سليما دون إشباع الحاجة إلى الأمن النفسي، فالأمن النفسي أحد الحاجات المهمة للشخصية الإنسانية، حيث أن الإحساس بالراحة والهدوء تأتي في مصاف الأوليات للإنسان، وهذه ما تقود الإنسان إلى وقوة الشعور بالرضاء والطمأنية.  


مشاهدات 109
الكاتب معراج أحمد معراج الندوي
أضيف 2025/04/19 - 1:24 AM
آخر تحديث 2025/04/19 - 4:27 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 813 الشهر 19470 الكلي 10900117
الوقت الآن
السبت 2025/4/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير