الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حجر بالفلك

بواسطة azzaman

قصة قصيرة

حجر بالفلك

شادية السعيد

 

كيف يتم تليقح براعم ساق الأرض لكى تتكاثر خلايا السماء هل هناك حقن تطعيم تملأ بلورات الثلج المعلقة على قوس قزح أم هو مسطح خيالى يقع على مجرى الرياح وتاتى أمواج الصوت تنادى – أنا هنا أبنتي – ذهب – أنا هناك – أمشي على مراكب الورق وجسدى تمدد بين أنابيب الغاز صار المحيط ماء و لبن ودماء وإنا من الجياع – فكيف يا أبى الأرض تهتز بلا لغم وكيف أجرى وراء ذاك الصوت – لا أرى شئ غير بكتيريا قاتلة تحوم كالفيروس حول الهواء- ضوضاء – هدؤ أين حبوب اللقاح وما هو مفهوم الأخصاب بالنبات أين – القوافل الخضراء ربما حدث شئ لقد تم تلقيح الحشرات بالأنسان هناك أجرام حلزونية الشكل تدور بالفلك وحجر أصم يحمل صفات طبق الأصل من الأنسان نعم نواة الحيوان ترسم قرد داخل زهرة الشمس وأنعاكس صوت الخفافيش على كوكب الحياة يرجم شظايا الوقت – مازال الصوت ينادى أبنتي – ذهب – أنه نفس صوت أبى خرج ألى الشارع لشراء وريقات يكتب عليها تظلم من جفاف الأمطار ويبتهل بالتضرع والصلوات نعم أركض من الخوف أتوسل فى ألف رسالة وخطاب أترك البيت مسرعة – أدخل من دائرة شرار الى الاخرى – يالله هذا طائر غريب الأطوار يحلق دون أنذار يدك الارض وتجلدنى النيران من كل مكان أبحث فى الشوارع لا أرصفة لا معالم لبيوت لاوجود لأى كائن حى لكن وجدت أبى ضائع بين التراب والحجارة ولا وجود لاى إنسان – سألت أبى لقد وقعت الأعمدة لامذياع ولا إمدادات لا أرسال – أين نحن الآن كل المباني بقايا رمل وصخر وقلبى يرتعش مثل ورقة توت فى مهب الرياح لايوجد جسر أو نهر أصبحنا بل أتصال والطائر الغريب بلا صوت أوشكل أو صورة يتقرب منا يفجر أقراص الذكراة ويذوب فى تلال السماء كيف وأين العنوان – لايوجد مأوى ولاملاذ أنه الخراب نحن فى نفق مظلم – أنسابت الايام من بين أصابعى والسماء تجود بالدخان والمزن كالسيوف يقتلع الاوطان – وخرائط تحدد هواية الأنسان أين نحن بلا حدود بل أنتماء بلا وطن بلا أهل بل جيران – ضاع الكل فى الزحام – أين أسرتى – أبى أين الطريق أجابنى وهو مكفهر الزمن بدون عنوان الكل هرب ألى الجبل الأسود علينا اللحاق بهم والا سننتهى لن نموت ولكن سنعذب بالخوف والقهر – هذا الطائر وقح يبحث عن غذاء يتلذذ بالدماء لديه خطة يدخل الأنياب داخل الشريان ويمص الدم من بعيد ألى أن يحمر لون الشمس ينام على ظلمات الفجر ويعود ينهش اللحم من جديد – إسرعي ألى الضقة الأخرى ربما ينام القرد على أبار النفط وأن تحرك تفجر قلب العالم داخل بحيرة القطب الاخرى من الفضاء – مازال كربون الصمت يغلف المكان قادني أبى ونحن نبحث عن ذاك الجبل وصعدنا على قمة اللهب ولم نرى أحد والمرض يردد صوت النداء أين أنتم يا بنو الإنسان – أنعكس الفلك فى أتجاه الغرب وثمة معسكر بالأمام تساق فيها البشر وعقود من الظلم والأحتكار وقطيع من العبيد مطيع من أجل المال ومسحوق سحرى يجعل الأمم أقزام – أرى أسرتى وجه أمى وجماجم أخواتى وجيرانى – يالله كل النساء تحلب من أجل إطعام الكلاب والأطفال ترضع من الحيوان والرجال تجمع الحطب لشوى الافخاذ المعلقة فى مجازر الأستعمار نعم هم أكلي لحوم البشر أرى بعضهم يرقص كالجوارى والنصف الأخر عارى من الكرامة يا الله تم تلقيح الرجال لكى تلد بدل النساء تم زواج الحيوان بالانسان أنها لعنة الفلك ونبؤة الانكسار- أبى كيف الخلاص الصعود سهل لكن طيف الهواء ساخن والجبل ينصهر أمتلأ بالسكان كم قارة تنتفض داخل الجبل عادت الطائرات تنزل الأحجار السوداءوتدفن الغابات أشتدت حرارة الجبل أصبح مثل البركان سنذوب مثل الشمع فى هذا العمود الساقط كيف الهروب مازال القرد يفصص حبات عباد الشمس والنزول ألى القاع صعب ثمة منحدرات وأجسام مضادة تتحرك كالهوام وأسياخ تخطف الأبصار وترشق السموم بكل مكان ثمة بقايا بحر كالجدول الصغير لونه مثل الظلام جامد ساخن لن يتقرب منه أحد الا وصعق من الأقتراب أنه الجوع والعطش قادني أبى ألى الخلف ربما يكون هناك مكان نتسلل منه ولاندخل تلك الأقفاص أبى أرى الطيور تلد بشر والبشر تبيض فى داخل هذا السرداب أنثى الموت ترقد على البيض أحيانا يتحول ذهب وأحيانا كالفيروس يجلب العار وهناك موج تشنج فى الفراغ – مالحل ياأبى – جذبني من يدي ويظل يتموج كالماء على الجبل ألى أن وصلنا ألى الهاوية قفزنا داخل بيت القرار وأنفجر الغاز بالجبل وأشتعل الماء بالملح وسمعت رنة طاقة الأرض – عبرنا ألى البر الأخر وجدنا كهوف من الشوك وثمة خيول تحرس المكان وثمة قمم موصدة وتماثيل من النار تظلل مبنى قديم ربما مخصص بالأعتراف أو الأستجواب أو الأمتحان – أبى كيف الصمود أمام عش خلايا الذباب كيف النجاح فى العبور على خيط رفيع من الماء دون الأهتزاز والأعصاب محطنة فى رداء الخوف – يا الله تمر كتلة من الثلج تطلق الخيول وتحمل الاشواك ألى صدرالجبال ورائحة الغاز تملأ المكان أبى الحجر تحرك باتجاه الشمس هل هذا مطر أم رياح أم زلزال – أمى أراها تحتضن التماسيح وأخواتى هناك داخل قمع البلاستك الشفاف أنه عنبر الموت – زجاج كالمطاط يحشو به منديل أبيض ثم يلف داخل الرئة وينعدم الوجه ويتلاشئ الصوت – ماتت الرجال من حمى النفاس ومازالت الأطفال فى شهور الحمل الأولى بدأت العدوى تنتشر بين البشر وأقفاص القرود أجسام غريبة تحيط بسوق العبيد والفئران تمرح على الغلاف الجوى وسموم الانزيمات تنمو فى رؤوس الحيوانات تفرزجنين لم يميز نوعه يمشى بلا أطراف يمسك حبة اللقاح يتجه نحو الرياح ربما تقع الأجرام فى بؤرة الزمن ونعود نعتلى تلك الجياد مع أنعاكس موقع الجبل ياتى الضؤ يحدد مقدار الزمن وينفجر مصنع الألبان وتزحف السلاحف الى عمق مربع الأمتحان ربما تهتز وتندثر قشور الأموات وتعود النار تشد وتحذف أوتارالوطن من القائمة وجموع البشر تكورت داخل أطار معدنى من اراد الخلاص وأكل الرفات عليه أن يذبح ذلك الطير حتى لايمص دماء البشر – عاصفة الدمار لم تبقي أحد – و السماء ترتفع وتنخفض و صوت العدل يصرخ داخل النفق وأنتشر الموج الأسود على قمة الجبل – وهاهو يقترب منا لم يعد هناك أتزان لم يصمد أحد أمام هذا الطوفان عدة انفجارات متتالية للشمس وسقوط برق على خد الليل وعاد جناح الطير يحملني ألى أرض غير الأرض أمى مازالت تروض تلك الحصان وتسرع لكى تلحق بنا دون جدوى تبخر الشمع وعدنا ألى نفس المكان بلا وطن بلا شعب بلا حدود تساند بقايا الضعف لم يبقى شئ غير أبى الكفيف يبحث عن الذهب فى غياهب الأرض —

 


مشاهدات 92
الكاتب شادية السعيد
أضيف 2025/01/29 - 4:48 PM
آخر تحديث 2025/01/30 - 7:49 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 404 الشهر 14861 الكلي 10294826
الوقت الآن
الخميس 2025/1/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير