وباء
محمد شيا
قيل الوباءُ
ربما زاركَ مرة
فيشتدُ به عودُكَ
بل يقتات؛
قلتُ بلى،
لكنني في وباء
لمّا يزل
يصيبني في الروح
مرّاتٍ ومرّات؛
هو القَدَرُ ربما
ولا فكاكَ لنا
مما كتبَ بل حفَرَ
من الميلادِ
الى الممات؛
إذ لم ارَ
في الظلمِ
ما يشبه
ما ابتلينا
من آفةٍ
هي آفة الافات؛
لم ارَ شعباً
يُسعدُ
بالداءِ،
بل بالموتِ،
فيرفضُ الشِفاءَ
وفكرة الحياة؛
وكشعبيَ
لم ارَ شعباً،
اقفلَ اذنيهِ،
وكيما
يظل ابدا
اسيرَ الظلمات؛
وصمّمَ
الّا يذكرَ
غيرَ
صوَرِ البغضاءِ
والفِرقةِ
واوهامِ الثارات؛
ومن عمدٍ
اختارَ
ان يشطبَ
الفَ عامٍ
من رائع التاريخ
والذكريات؛
وأن يغمضَ
عينيهِ
فلا يرى
اياماُ خالداتٍ
وكانت
اروعً السنوات؛
وكيف السهوبُ
امتلأت
بالنصرِ
زمنَ الرشدِ
ووحدةِ القلوبِ
والرايات؛
ولا يرى
ان العدوَ
ليس الشقيقَ،
والصديق،
بل هو زارع الفتنةِ
والعداوات؛
يكفي...بني قومي،
مزّقوا الحُجُبَ
عن العيونِ،
انزعوا القذى
وسائرِ القاذورات؛
اكنسوا الأوهامَ
والاصنام،
لتبقى
من الماضي،
لا للحاضرِ
وما هو آت؛
حرروا اذانكم
من ازيزِ الذبابِ؛
اسألوا الريحَ
تسترجعُ
ايامَ المجدِ
والبطولات؛
حرروا أرواحكم
من نعيقِ البومِ؛
افرحوا،
وازرعوا
الوردَ
في الساحات؛
وافتحوا الصدرَ
لنسائِمَ
ربما حملت
تسابيحَ اجدادكم،
زمن الوحدةِ ... .
وصادقِ الصلوات!
د محمّد شيّا
دبي
يناير ٢٠٢٥