الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
محمد شكري جميل.. وداعاً أيها المحدِّقُ الممعنُ

بواسطة azzaman

محمد شكري جميل.. وداعاً أيها المحدِّقُ الممعنُ

نوفل ابو رغيف

 

كما يفعلُ الموتُ في كلِ مرة ..

يكمنُ قريباً منّا ،

يشاغلنا بلعبةِ الحياة ،

ويغافلنا

ويغلق النافذةَ بغتةً

هكذا تعودنا عليه ..

يحرثُ المشاوير في غير مواسمها

ويزرعُ أملاً مهجوراً

يؤمِّلُنا قبل الموعدِ قليلاً

لكنهُ لا يحيدُ عن قصده أبداً

فيقطفُ الأقربين واحداً واحداً

ويتركُ احبابهم في الطريق ..

وها هو اليومَ يطفئُ نهاراً آخرَ

فيختلطُ الليلُ بالوحشةِ مجدداً

وتحترقُ المواعيد ..

لم يعد في الدفاتر متسعٌ للوجع

فنصافحُ أقدارَنا

ونردِّدُ بمرارةٍ وانكسار

من دون مصافحةٍ أو عِناق :

وداعاً ... وفي أمان الله

ويستمرُ النشيجُ القديم

ولكن ياصاحبي

أيها المعلم الكبير

ياسادنَ الضوء

يا توأمَه الأشجار الأولى

والانتظارات القصيَّةِ

والأمل الشاسع

هل تركتَ القراءةَ واجمةً في الغرفةِ

بين صخب الرفوف وأسئلة المساء ،

لتقصَّ شريطَ الشتاء الأخير ؟

وأيَّ طريقٍ سلكتَ لهذا الغياب؟

ومن سيؤنسُ المكتبةَ في وحشة الكلمات؟

كنتَ بوحاً مجلجلاً

وعشباً سومرياً

وموعداً ندياً يطاولُ قبلَ اكتمالِ الزوال

ومازلتَ تهمسُ بيننا كما تفعلُ منذ عشرينَ رحيلاً بأن غابة الاحلام لا تشيخ

لا تنسَ أن تسلم على أصدقائنا هناك ..

وأنتم تؤثَّثون قافلة الفرح العراقي العنيد

هناك .. في التخوم


مشاهدات 97
أضيف 2025/01/29 - 4:07 PM
آخر تحديث 2025/01/30 - 7:48 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 405 الشهر 14862 الكلي 10294827
الوقت الآن
الخميس 2025/1/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير