الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ماذا جرى بين والدي ومحمد زمام عبد الرزاق ؟

بواسطة azzaman

للتاريخ شواهد

ماذا جرى بين والدي ومحمد زمام عبد الرزاق ؟

مارد عبد الحسن الحسون

تتاح لك   في بعض الأحيان مواقف غير متوقعةٍ  فلا تجد امامك الا ان تصغي لها بالمزيد من الاهتمام والثبات على الصمت خشية ان يصدر عنك ما يقلل من الذي سمعته  وعندها فحسب يكون الموقف تاريخيا بكل المقاييس ويكون ما رويَ لك قد اضاف الى تقديراتك المزيد من المعلومات  لعراقيين يلتزمون  قوله تعالى  (يجاهدون في سبيل الله  ولا يخافون لومة لائم)، (سورة المائدة ,الآية54) ،وإنهم   يستحقون  التقدير بل والاعجاب  لمواقفهم ، واذا كانت الروايات بتواريخها اذكر بتفاصيل ما حصل لي في زياة قمت بها الى  وزير الداخلية محمد زمام عبد الررزاق في احدى سنوات التسعينات من القرن الماضي .

المناسبة كانت احد الاعياد وقد استقبلني الرجل بكل حفاوة وتقدير رغم انه تم اخراجي من وظيفتي عندما كنت برتبة عقيد شرطة على خلفية اعدام شقيقي هادي بتهمة انتمائه الى  حزب  الدعوة وكنت حينها محاميأ ، 

 لقد كان لبني عارض المزيد من العلاقات الوثيقة  مع ال سعدون  بحكم الروابط التي تجمع القبيلتين السعدون وبني عارض   بشيخها العام  عبد الحسن الحسون ، وبعد ان اديت واجب التهنئة انبرى الوزير ليقول لي بالحرف الواحد (ابوك كان شجاع الله يرحمه ) واستمر يسرد ما حصل عام 1979 .

لقد تم اعدام شيخ عام عشيرة  الجبورفي منطقة الحمزة الشرقي . الشوفة، الشيخ شخيط عبد علي الدانة على خلفية اتهامه بالحديث يتهم فيه صدام حسين ببعض ما تسبب به للعراق من ويلات .

الحديث جرى خلال جلسة خاصة ضمت الراحل شخيط وعدداً من  الشخصيات في منطقة الفرات الاوسط وبغداد ووصل ماجرى للجهات الامنية انذاك وقد تعرض الى محاكمة صورية قضت بأعدامه  وظلت قضية تسليم الجثة قيد التداول الامني وتنظيمات حزب البعث في القيادة حتى رسى القرار على استقدام الشيخ عبد الحسن الحسون لتسليمه الجثة  بشرط دفنه بدون اي تشييع ومنع اقامة اي عزاء له .هكذا كان التبليغ  لوالدي من قبل محمد زمام عبد الرزاق الذي كان حينها مسؤولا التنظيمات الحزب بالديوانية فما كان من والدي الا أن هز يده قائلا ( انتم گطعتو رگبته ماخفتو وهس تخافون  من الدفنه والفاتحه على روحه) ، ووفقا للرواية  ان طرح والدي أثار استغرابه  وعدّهُ شجاعة خارقة في زمن كانت كلمة معينه تطيح برؤوس  وللتاريخ فحسب ان حديث الوزير عن تلك الواقعة انطبع في ذهنه بدليل  التفصيلات التي تضمنها  وقد أعتبره

 خروجاً على تعاطي السلطة الغاشمة انذاك مع العراقيين . ولا اكتمكم انني وانا استمع الى ماجرى  امتلكني شعور جارف عن قيمة الشجاعة في زمن كانت الانفاس تحسب على الناس وكانت الاعدامات اجراءا ت يومية تحكمها  الاستباحة والتنكيل والتخويف .

لقد بقيت احتفظ في ذاكرتي بما رواه وزير الداخلية دون ان افصح عنه ولكن خلال زيارة  الشيخ تكليف قبل وفاته بأسبوع تقريبا  في مضيفه فقد تم التطرق الى الحادثة على لسان الشيخ فيصل ال شوجان  وهو من اسرة ال دانه مشيرا الى أن والدي ابلغهم بضرورة استلام الجثة من الطب العدلي في بغداد لغرض دفنها وفق الشروط وعندما توجهوا الى هناك  كان اخي  هادي بانتظارهم مندوباً عن والدي فاخذوا جثة الشيخ شخيط وتوجهوا بها الى النجف لدفنها بسرية تامة.

انني اذ أعيد سرد ما جرى بين والدي ومحمد زمام عبد الرزاق وعلى لسان ذلك  المسؤول الحزبي المتقدم  ، جعلني على يقين ان الجبروت والتهديد والعنف الغاشم مهما طغى ، فأنه لن يكسر ارادة الاحرار،بل ان رواية الرجل لي تفيد انه لم يتوقع  ان يكون تعليق والدي على شروطه بهذا الاسلوب التهكمي الساخر ، ويحضرني هنا الحديث النبوي الشريف ( افضل الجهاد ، كلمة حق عند سلطان جائر) ،صدق رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام .


مشاهدات 53
أضيف 2025/01/12 - 6:08 PM
آخر تحديث 2025/01/13 - 8:48 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 196 الشهر 5999 الكلي 10095964
الوقت الآن
الإثنين 2025/1/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير