التكنولوجيا بين السلب والإيجاب
مشتاق المياحي الجليحاوي
التكنولوجيا هي استخدام العلوم والهندسة لتصميم وتنفيذ وتطوير الأدوات والمعدات والأنظمة والعمليات التي تهدف إلى تحسين الحياة البشرية وتلبية احتياجاتها، وهي تشمل الحاسوب وما يتعلق به من برمجة وصيانة، كذلك الاتصالات والانترنت وتطبيقاتها، وتشمل الهندسة والرياضيات والكيمياء والفيزياء والعلوم الطبية، وبطبيعة الحال فإن للتكنولوجيا إيجابيات كثيرة؛ تتنوع فوائدها حيث أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تجعل الأعمال أكثر كفاءة وسرعة، وتكنولوجيا التجارة الإلكترونية تجعل الشراء والبيع أسهل وأكثر فعالية، ووجود الانترنت ضمن التكنولوجيا جعل التواصل الاجتماعي اسهل وأكثر وجعل العالم أشبه بقرية صغيرة، بل صغيرة جداً، ودخولها في مجال التعليم الالكتروني فإنّها تجعل من الممكن الحصول على التعليم بسهولة وسرعة بالإضافة إلى التنوع في اختيار مصدر التعلم والتعليم وذلك العمل على تحسين جودة التعليم،
ودخول التكنولوجيا في الجانب الصحي أضفى سهولة في الحصول على الخدمة الصحية وتحسينها وزيادة الفرص للرعاية الصحية، ولا بد من الإشارة إلى أن التكنولوجيا الحديثة اليوم تمثل بنكاً معلوماتياً كبيرة تتاح فيها المعلومات كافة وبشتى الاختصاصات وبسرعة حصول فائقة جداً اختصرت جهوداً مضنية وأوقاتاً طويلة، وكما للتكنولوجيا إيجابيات كبيرة فإنّ لها سلبيات يمكن أن تكون كثيرة منها السلبيات الاجتماعية والتي تنتج من الإدمان عليها وبذلك التسبب بمشكلات صحية ونفسية، ومن تأثيراتها هو التأثير الصحي فتؤثر على الصحة النفسية بسبب الإجهاد والقلق،
ويؤدي الاستخدام المفرط لها إلى التأثير على الصحة الجسدية بسبب القلة في النشاط البدني، يمكن أن تؤدي التكنولوجيا إلى التأثير على النوم بسبب الإشعاع الأزرق الذي يؤثر على هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم النوم، ويمكن أن يؤدي الاعتماد على التكنولوجيا إلى الانعزال الاجتماعي والانفصال عن العلاقات الاجتماعية، بالتالي التأثير على العلاقات المجتمعية والعائلية، والتكنولوجيا لها سلبيات أخرى أبرزها السلبيات الاقتصادية فكثير من السد العاملة اليوم أمام خطر كبير لا مناص منه وهو خطر العمالة الآلية فكثير من المعامل والمصانع أدخلت الآلة في إنجاز أعمالها وبقوة، مما يعني تسريح اليد العاملة في هذه المعامل ويمكن أن تتكرر هذه الحالة لتصبح ظاهرة وعندها سيفقد ربما المليارات من البشر وظائفهم ليتلقفهم بحر البطالة والفقر.