الحمامة (*)
تَمـاماً..
جَاءَتْ مِنْ أَقْصَى الحَدِيقَةِ الأندَلُسِيَّةِ
لَمَّا وَصَلْنَا إلى عَتَبَةِ مَا لا يُوصَفُ
ولا أَقْـــدِرُ على وَصْفِ جَسَدِهَا
المَــفُــتُونِ في أَحْوَاضِ الحَــدِيــقَةِ
لَوْ أَنِّي أنا هُو
البُسْتَانِيُّ الذي يَتَغَنَّى بِتَشْذِيبِ الأَمْسِ.
يُـرْقِصُ الحُــبَّ بِلُغَــةِ الحُــبِّ
ولا يَنْسَــى زَنْــدَهُ لِجَمْــرِ الأَنفــاسِ
رقصةُ التَّانْغُو
تَمَاماً..
قَبْلَ أَنْ أَرْدِمَ الهُــوَّةَ
في نِهَايَـةِ رَقْصَــةِ التَّانْغُــو
قَالَـتْ: اُكْتُبْ لِلْعَابِرينَ عَنَاوِيـنَ النِّسْيانِ.
اُرْسُـمْ أَنْهَـارَ التِّيـهِ.
هُنَا رَمَـادُ الجَســدِ المَنْحُوتِ تَصْعَـدُ مِنْهُ شَــرَاراتٌ
هُنَا عَابِرُونَ لِلحَضارَاتِ قَـدْ تَرَكُوا أَثــــرَ
أَقْـدَامِـهِـمْ
هُنَا سِيقَانُ مَلِكَاتٍ، جَمِيلاَتٍ، حَكَمْنَ
البَـرَّ والبَحْرَ بِقَبْضَةٍ مِنْ أَحْضَانِ
العِشْـقِ
جَاءَ المُلُـوكُ وَسَرَقُوا تَاجَ الفَراشَةِ
هُنَـا جِئْــتُ واسْتَوَيْــتُ على عَــرْشِ
العِشْـقِ
سَقَانِـي السَّاقِـي حتى ثَمِلْــتُ في رُؤَى
الخَالِــقِ
عَطِشْــتُ مِــنْ فَـــرْطِ الخَلْــوَةِ
سَكَنْتُ البَيْــتَ الَّذِي أَسْرَارُهُ بَنَــاتُ
أَفْكـارِي
وتَــنَسَّمْتُ هَــوَاءَ سَيِّـدَةِ المَقـامِ.
الوَشم
إذَا حَضَنَـتْــكَ دَالِيَـةٌ، رَفَعَتْــكَ إلى
مَقَاماتٍ لا تَصْحُو
مِنْ حِبْـرِ بَيَانِها، حَيْثُ سَرِيرُ العِشْقِ
يَخْضَـرُّ بِالجَسدِ والـرُّوحِ
تَـنْحَتُ بِالإِزمِيــلِ شَامَةً ووِسَاماً
تَصَعَــدُ أَعْلَى قِمَّــةٍ مِنْ جَبَــلِ الــرُّؤَى
هِي البَدْءُ وَالمُنْتَهـى
مَنْ وهَـبَهَـا الرُّوحَ، مَنْ نَحَتَ قَوَامَها
وأَلبسَهَـا أَنْهَارَ القَــبَسَاتِ والأَوشامِ؟
(*) قصائد من ديوان “مقام الطّير” الصادرحديثاً