النفط يتراجع بعد مكاسب متصاعدة وسط مخاوف من تصعيد روسي
العراق يوقف حرق 71 بالمئة من الغاز ويستخلص 4 عناصر ثمينة
بغداد - قصي منذر
كشفت وزارة الكهرباء، عن ارتفاع نسبة إيقاف حرق الغاز المصاحب إلى 71 بالمئة، فيما أكدت استخلاص 4 عناصر ثمينة نتيجة ذلك وفرت أموالاً طائلة للدولة، كشفت حجم الإنتاج بالاعتماد على الغاز والوقود الوطني.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى في تصريح أمس إن (العراق نجح في إيقاف حرق 71 بالمئة من الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط واستغلاله فعلياً في تعزيز قدرات المنظومة الكهربائية).
عناصر ثمينة
مشيراً إلى إن (هذا الإنجاز الذي تحقق في ظل الحكومة الحالية مكن الوزارة من استخلاص عناصر اقتصادية ثمينة كانت تُهدر سابقاً مثل الميثان والإيثان والبروبان والبيوتان لاستخدامها كوقود للمحطات)، مؤكداً إن (المنظومة الكهربائية تعتمد حالياً بشكل كامل على الغاز والوقود الوطني الخالص لتوليد ما يتراوح بين 18 الف إلى 18 الف و700 ميغاواط، وذلك لتعويض التوقف التام لإمدادات الغاز المورد التي وصلت إلى صفر نتيجة ظروف طارئة وأعمال صيانة لدى الجانب الإيراني).
ولفت إلى إن (الوزارة تلتزم بسداد كافة مستحقات الغاز المستورد عبر إيداع الأموال في المصرف العراقي للتجارة)، مشدداً على إن (أي معوقات في وصول تلك المبالغ تعود لإجراءات مصرفية خارج صلاحيات الوزارة)، واستطرد بالقول إن (استثمار الغاز الوطني بهذه التفاصيل والجدية يمثل خطوة استراتيجية غير مسبوقة تهدف لتأمين استقرار الطاقة وتجهيز المواطنين بالاعتماد على الموارد المحلية).
في وقت، أظهرت بيانات حديثة صادرة عن بلومبيرغ ، إن العراق سجّل أعلى كثافة للانبعاثات الكربونية المصاحبة لإنتاج النفط في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الماضي.
ووفقاً للبيانات، فإن (كثافة الانبعاثات في العراق بلغت نحو 56.2 كيلوغراماً من مكافئ ثاني أكسيد الكربون لكل برميل نفط مكافئ، وهو ما يعكس حجم التحديات البيئية والفنية التي يواجهها قطاع الطاقة في البلاد)، وأضافت إن (إيران في المرتبة الثانية جاءت بمعدل 47.9 كيلوغراماً، تلتها قطر بـ 35 كيلوغراماً، ثم سلطنة عُمان بـ 27.7 كيلوغراماً، والكويت بـ 19.4 كيلوغراماً، والإمارات بـ 17 كيلوغراماً، في حين سجلت السعودية أدنى مستوى للانبعاثات بواقع 12.3 كيلوغراماً لكل برميل نفط مكافئ).
ويُعد تقليل حرق الغاز المصاحب وتحديث البنية التحتية من أبرز التحديات التي تواجه العراق، وسط دعوات متزايدة لتسريع مشاريع استثمار الغاز وتحسين كفاءة الإنتاج، بما يسهم في خفض الانبعاثات مستقبلاً. فيما تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف، بعد إن سجلت مكاسب تجاوزت 2 بالمئة في الجلسة السابقة، في ظل حالة من القلق في الأسواق بسبب تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا، وما قد يترتب عليها من مخاطر محتملة على إمدادات الطاقة العالمية.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت، التي انتهى أجلها امس الثلاثاء، بمقدار 21 سنتًا، أو 0.3 بالمئة، لتسجل 61.73 دولارًا للبرميل، في حين تراجع عقد ايار الأكثر تداولًا إلى 61.30 دولارًا للبرميل، بانخفاض 19 سنتًا أو 0.3 بالمئة. كما انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 20 سنتًا، أو 0.3 بالمئة، ليصل إلى 57.88 دولارًا للبرميل.
وكان الخامان قد أنهيا تعاملات الجلسة السابقة على ارتفاع بأكثر من 2 بالمئة، عقب اتهام موسكو لكييف باستهداف مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين، الأمر الذي أثار مخاوف الأسواق من احتمال تعطل الإمدادات.
في المقابل، نفت أوكرانيا هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة، مؤكدة أنها تهدف إلى تقويض مساعي السلام بين الجانبين.
تراجع اسعار
وعلى صعيد آخر، تراجعت أسعار المعادن الثمينة بشكل حاد، مع انخفاض أسعار الفضة والبلاتين من مستويات مرتفعة، في ظل عمليات جني أرباح، ما انعكس على أداء السلع الأخرى، ومنها النفط. وزادت التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط من حذر المستثمرين، بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن احتمال دعم ضربة جديدة ضد إيران في حال استئنافها برامج الصواريخ الباليستية أو الأسلحة النووية، إلى جانب تحذيراته لحركة حماس بشأن نزع السلاح، ودعوته للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. وفي سياق متصل، تشير التوقعات إلى احتمال قيام السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، بخفض سعر خامها العربي الخفيف للمشترين الآسيويين لشهر فبراير، للشهر الثالث على التوالي، في ظل وفرة الإمدادات وتراجع الأسعار في السوق الفورية.