مناشدة من أهالي البتاويين إلى وزير الداخلية

مهدي صالح الموسوي

منذ سنوات، يرفع أهالي منطقة البتاويين في قلب بغداد صوتهم بالشكوى والمعاناة، دون أن يجدوا آذاناً صاغية أو حلولاً جذرية ، اليوم، ومع تصاعد الإجراءات الأمنية غير المدروسة، يجد المواطن البسيط نفسه محاصَراً بلقمة عيشه، مهدَّداً في رزقه، وكأن العقاب بات يُفرض على الفقير بدل أن يُوجَّه إلى الخارجين عن القانون، إذ تفرض قرارات جائرة من قبل العقيد صقرامر فوج الثالث في منطقة السعدون ، بإغلاق المحلات والمطاعم الساعة 12 ليلاً ، وقطع ارزاق العوائل المعتاشة على تلك المحلات والمطاعم ، وهذا قرار مخالف للدستور وحقوق المواطنين بالعيش الكريم ،  نحن مع هيبة الدولة، ومع فرض القانون، ومع محاربة الجريمة والانحراف، لكننا نرفض أن تتحول هذه الأهداف المشروعة إلى سيفٍ مسلط على رقاب الكادحين والفقراء ،  قطع الأعناق أهون من قطع الأرزاق، لأن الرزق حياة، ومن يُجَوَّع يُدفَع قسراً إلى الهلاك أو الانحراف، إن غلق المحال والمطاعم ، وملاحقة الباعة، وتشديد الإجراءات دون بدائل إنسانية أو تنظيم قانوني عادل، جعلت مئات العوائل في البتاويين تعيش تحت خط الفقر، بلا مورد، بلا أمل، هؤلاء ليسوا مجرمين ولا مطلوبين، بل مواطنون يبحثون عن لقمة شريفة في وطنٍ أنهكته الأزمات.معالي وزير الداخلية المحترم نناشدكم باسم الإنسانية، وباسم الدستور الذي كفل حق العيش الكريم، أن تُعاد مراجعة الإجراءات المتخذة في منطقة البتاويين، وأن يتم التفريق بين من يسيء للأمن ومن يسعى للقوت، نطالب بخطط أمنية ذكية لا تقتل الرزق، وتنظيم قانوني يحفظ كرامة المواطن ولا يدفعه إلى الجوع، البغدادي لم يعد يحتمل مزيداً من الخنق، والفقير لم يعد يملك سوى صوته، فأنقذوا ما تبقى من ثقة الناس بالدولة، ولا تجعلوا قطع الأرزاق سياسة او مصلحة شخصية .

أهالي منطقة البتاويين