مِنْ قصص التائبين
حسين الصدر
-1-
كان أحد الخطباء موصوفا بقدرته على التأثير في المستمعين وبعد أن فرغ من حديثه في أحد المجالس جاءه رجل وقال له :
أنا سارق معروف وأريد أنْ أتوب على يديك فرّحب به وتاب على يديه .
ثم قال له التائب :
إنّ للناس في ذمتي أموالاً ،
ولو ذهبتُ الآن وطلبت منهم براءة الذمة لما استجلبوا لي ، فالمأمول أنْ تأتي معي لتقنعهم بذلك .
فأمضى الشيخ نهاراً كاملاً مع الرجل في أحد الأسواق لارضاء أصحاب المحلات التي كان السارق قد سرقها .
وفي اليوم الثاني اصطحبه الى سوق ثان ليطلب من أصحاب المحلات التي كان التائب قد سرق منها أنْ يسامحوه ويبرؤوا له الذمة
وبالفعل لقد استجاب المسروقون وابرؤوا ذمة السارق .
-2-
ثم أنّ السارق توجه الى الشيخ قائلا :
أبرِءْ ذمتي
فسأله :
ما الذي سَرَقْتَه مني ؟
قال :
إطارات سيارتك ..!!
-3 –
والمهم في القصة أمران
1 – اهتمام الشيخ بالتائب
واستفراغ وسعه في إرضاء المسروقين لابراء ذمته .
وهكذا يجب أنْ نشجع الناس على التوبة، وأنْ نقف معهم للخلاص من التبعات .
2 – اعتراف السارق الصريح بما اجترحه من السرقات واصراره على ابراء ذمته، في مؤشر واضح الدلالة على صدق هذه التوبة ، وتوق الرجل للخلاص من التبعات .