الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تشييعِ تشريع الكوتا

بواسطة azzaman

تشييعِ تشريع الكوتا

شيرزاد نايف

 

أُجريت في الأيام القليلة الماضية أنتخابات حزبية محلية لحزب الأغلبية الساحقة (الحزب الديمقراطي الكردستاني)

في إقليم كردستان العراق. وكانت النتائج صادمة من حيث فوز النساء بالمقاعد النيابية مقارنة بالرجال و شهدت أنقلاباً كاسحًا بشأن المرأة السياسية. جرت العملية الانتخابية على المستوى الحزبي في أغلب الدوائر الحزبية المختلفة، وقد لوحظ هذا التغيير النسوي بشكل خاص في محافظة دهوك العراقية، في وقتٍ خصص مقاعد استثنائية للأقلية؛ وكنظام التوازن المعتدل بين العنصر النسائي والعنصر الذكوري على خُطى نِظام “الكوتا” أي حصة الأقليات، فإن وتيرة هذا التغير في أرتفاع نسبي بفوز العنصر النسوي و حدث الأنقلاب تدريجيا مع مرور الوقت في كل عملية انتخابية. سواء داخل الحزب، أو داخل برلمان كردستان أو مجلس النواب العراقي، وضمن أنتخابات مجالس المحافظات. .

ومع أن هذا التغيير يعتبر موجة حضارية وانفتاحا في تعزيز دور المرأة في مجتمع شرق أوسطي مثل مجتمعنا، ورفض التهميش وإلغاء دورها كريادية مسؤولة بيدها زمام أمور مصيرية بجانب دورها الحياتي كأم وأخت وزوجة ومربية، ومعالجة أزمة الصنف الاجتماعي والمساواة بين الجنسين (الجيندر) والعنف ضد المرأة في ظل تطبيق مبادئ قوانين حقوق الإنسان، ولطالما إتُهِِمنا بالمجتمعات المتخلفة في هذا الصدد، يذكرنا هذا الحدث بنقطة التحول التاريخية تلك التي حدثت في أوروبا خلال أواخر القرن التاسع عشر، بدءَاً من نيوزيلندا، وصولا إلى أوروبا عموما، حيث كان قبل ذلك الفكر متخلفا، ثم عاد الفكر وأصبح شيئا عاديا.. المجتمع العراقي بشكل عام وإقليم كوردستان بشكل خاص معروف بانفتاحه في مجال المساواة بين الحقوق و الواجبات. لقد كان الرجال والنساء منذ التاريخ أكثر انفتاحاً مقارنة بدول القارة العجوز، ولنا أسماء لامعة في حضاراتنا القديمة.

وإذا ذكرت الألف الرابع قبل الميلاد وقوانينها في تشريعات الملك السومري (أور) ومشاركة المرأة في إصلاح قطاعاتها. أو شريحة حمورابي التي تناولت قضايا المرأة في 30 بنداً. فقد قدم لنا التاريخ أمثلة مثل ملكة سبأ، كوبابا، الكاهنة الكبرى (إنكيدو آنا)، سيدة أكد وسومر، سميراميس، أور نانشي، أدد كوبي، ناهيك عن أبرز الأسماء المسجلة مؤخراً مثل مثل (ميان خاتون، مستورة، حفصة خان، مهريبان خاتون، وغيرهم).

وهنا ما يريح البال والخاطر إلا أن هذه الزيادة الملحوظة في زمن المفاجآت قد دحض نظام كوتا النساء المزمع تطبيقه منذ الجولات التمهيدية الأولى للعمليات الانتخابية، ولم تعد المرأة بحاجة إلى هذا النظام، بل شهدت انقلاباً كاسحاً على الفوز بمقاعد نيابية قد يدق ناقوساً يؤدي إلى قلب الموازين رأساً على عقب... وتؤثر سلباً على العنصر الآخر (الرجل)، لأنها مؤشرات تؤدي إلى تدني مستوى الفوز بمقاعد الرجال في المرات المقبلة، واللجوء إلى تطبيق الكوتا للرجال بدلاً من النساء لأن المقاعد أصلا كانت مصنوعة بأيادٍ ذو عضلاتية؛ كي ينقلب السحر على الساحر... فمن يرجح كفتا الميزان؟!

 

 

 

 


مشاهدات 89
الكاتب شيرزاد نايف
أضيف 2024/07/20 - 3:18 PM
آخر تحديث 2024/07/27 - 4:43 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 329 الشهر 11692 الكلي 9373764
الوقت الآن
السبت 2024/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير