الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الابتكار: مفتاح النهضة والهيمنة

بواسطة azzaman

الابتكار: مفتاح النهضة والهيمنة

شيخ عماد الدين 

 

لا عزة ولا قيمة لأمة لا تقدر على الابتكار،ولا تسعى إليه،تصبح دمية متحركة يملك ريموتها ما عداها،كأنها تجرب العبودية في زمان الحرية،رغم ثروتها تشعر بالافتقار إلى غيرها.ولاستدام السيطرة ،الهيمنة والحرية بمعناها الحقيقي،الابتكار أهم الأشياء في كل زمان، وفي زمان التكنولوجيا خاصة.

والعرب منذ زمان في غفلة،بعد سقوط بغداد،وغرناطة قد سقطوا وانحطوا بخصائصهم وأفكارهم،حتى لم يحاولو النهوض،والآن قد فاتهم الابتكار في أهم المجالات،حيث تبحر أجداد هذه الأمة مثل ابن سينا ورازي في مجال الطب والصيدلة،والخوارزمي في مجال الرياضيات،والبيروني والبتاني في علم الفلك،وجابر بن حيان في الكيمياء والعلوم الطبيعية وابن خلدون في علم الاجتماع والاقتصاد.

لما تراجعت هذه الأمة وتخلفت في هذه المجالات، نفرت منها القوة والسيطرة،ربما ظنوا أن الخيول والسيوف تكفي للسيطرة ولذلك تجاهلوا العلوم وتركوها فحملتها أمم أخرى وسلطهم الله عليهم في هذا الزمان،فإن الزمن يتغير وتتغير معه أدواته ووسائله،لم تعد السيوف ولا الخيول عدة الحرب،حيث انتصر العقل واستفادت بهذه العلوم أمم ركزوا عليها واعتنوا بها حتى جاؤوا بما لم يستعد له العالم وما لم يتوقعه من الإبتكارات في ميادين شتى،انتهزوا غرة هذه الأمة حين اشتغلوا بالنزاع والشقاق فيما بينهم،منذ قرنين إنهم يبهرون العالم بقدرتهم على العلوم والفنون وبها يتمكنون من الهيمنة على العالم كله.

من أبرزهم روتشيلد،عائلة يهودية مؤسسة البنوك في مختلف البلدان الأوروبية (ألمانيا،فرنسا،بريطانيا،النمسا،إيطاليا...) ،قد ساهمت في تمويل مشاريع كبرى منها الحروب حتى يقال أن الحرب كانت تبدأ بأمرها وتندلع بها في البلدان الأوروبية،وباسم هذه العائلة طريق في اسرائيل،حتى البنك الدولي الذي تأسس سنة ١٩٤٤م لإقراض الدول الأخرى من أبرز مؤسسيه هاري ديكستر وايت الذي كان يهوديا من أصل ليتواني وكان رئيسه الأول يوجين ماير اليهودي،حتى في هذا الوقت، الشركة الكبرى بلاك روك التي لها دور كبير في الاقتصاد الدولي بل لها الباع الأطول في هذا المجال، رئيسها لاري فينك اليهودي،فالجدير بالذكر أن هؤلاء النخبة وأمثالهم يملكون النطاق الأوسع للاقتصاد الدولي،وقد ابتكروا بعقلهم وعلمهم ومالهم القنابل النووية والذرية التي تهدد العالم كله، مهما كان الأمر فقد نجحوا فيما أرادوا منذ قرون،العالم تحت سيطرة النخبة ما عدا هذه الأمة.

والعرب كما قال القائد "صدام حسين" "علمت الإنسانية ما لم يعلم"في إحدى محاضراته في برلمان العراق ،لم تعد كما قال،لم تعد كما كانت،فإنها صارت كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (" يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ، قيل : يا رسولَ اللهِ ! فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال لا ، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ").

إن الأمة العربية اليوم، رغم التحديات، تمتلك القدرة على استعادة دورها الريادي في العالم. الابتكار هو الطريق نحو التحرر والهيمنة الإيجابية، ويتطلب ذلك استثمارًا في التعليم والبحث العلمي، وتشجيع العقول الشابة على الإبداع والتركيز الخاص على التكنولوجيا. إذا ما أردنا أن ننافس في هذا العصر، فعلينا أن نتعلم من تجارب الأمم الأخرى، ونسعى جاهدين لبناء مستقبل أفضل.

 

الباحث في قسم اللغة العربية 

جامعة عالية ،كولكاتا،الهند 

 


مشاهدات 71
الكاتب شيخ عماد الدين 
أضيف 2025/01/14 - 9:46 PM
آخر تحديث 2025/01/15 - 9:33 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 183 الشهر 6672 الكلي 10196637
الوقت الآن
الأربعاء 2025/1/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير