إستغاثة
نجمان ياسين
موصل - العراق
قدّرتَ لي أن أذوي في إشراق هذه الظبية
وأن أستعيد طفولتي المبددة في حرائق المكابدة
والسفر برفقة أشجار الدهشة
وسحائب سماء مزدانة بالحب
فقِني، من نار نفسي
وخذني إليّ
كي أستطيع إمساك نور الظبية المُرسل إليّ
من دون أن احترق!
أطفئ، هذا السعير الذي يأكلني
ولتكُنْ ظبيتك، رسول خلاصي من سقمي
وضوئي
وضوء كلماتي!
إلهي، هي نجمة
فاضت بمياه أعماقِ السمواتِ
وألقتني في فردوس الأمل الهارب
وأعادت لي شرر جنوني
أورقت في جحيم التساؤلات!
وتوهجت في نافذة قلبي المثقوب
وكانت دليلي
إلهي
قلبُ عبدك يصرخُ متضرعاً
وظبيتك البهية
وجع آخر، وإيذان بهلاك جديد
فامنحني قدرةَ أن أرحل في هذا اليمّ
وهذا الموج الأجاج
من دون أن أغرق!
إلهي
مُذ حلّت الظبية في صحراء روحي
فاضت الروحُ، وفضتُ
أدركتُ أن لا خلاص، سوى نارها الخصيبة
وأن هذا النور الذي أهديتني
وهذا اللطف الذي شملني
بعض هباتك .
إلهي
عبدك ، مُصابٌ ، وطعين
عيناه لهفة
ودمه أسئلة حاصرها الظلام
استجار بجلال عرشك، من نفسه
وبالجرح من الجرح
وصرخ:
"أغثني من نور ونار
هذه الظبية المُرسلة من سماوات قصية!"
اديب عراقي
رئيس أسبق للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق