الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
إبتعدت كثيراً

بواسطة azzaman

إبتعدت كثيراً

عبد المحسن الوائلي

 

ابتعدت عن السياسة فكانت السياسة سياسة افكار نضال كفاح آمال طموح ولكن تصرفات امريكا مخزية لا ادري لماذا هذه الدولة العظمى التي تحكم العالم كله لا تحكم بالعدل فحكمها كحكم قراقوش.

يحكى أن رجلين تعاركا ذات يوم، فضرب أحدهما الآخر وقلع عينه، فجاء رجال الشرطة واخذوا المعتدي الى قراقوش لينظر في أمره، وبعد ان استمع قراقوش الى الحكاية، قال، العين بالعين، ثم أمر بقلع عين المعتدي، عقابا له، فاحتج هذا قائلاً يا مولاي.. أنني أعمل في حرفة احتاج فيها الى عينين الاثنتين، ببنما لي جار يعمل في حرفة لا يحتاج فيها الا عينا واحدة، ويمكنك ان تقتص منه فتقلع عينه الاخرى، فتساءل قراقوش وماذا يعمل جارك؟ فقال المعتدي: أنه صياد، وعندما ينبري للصيد يغمض عينا ويفتح عينا، وعندئذ أمر قراقوش باستدعاء الصياد، وقلع عينه..!  ذلك ما يقال انه حدث في زمن قراقوش، وما يحدث في زمن امريكا لا يختلف كثيراً، فهذه قوات العدو الاسرائيلي تصول في الاراضي المحتلة وتجول وتقترف الجرائم، وتركض وهي مدججة بالسلاح أطفال الانتفاضة، فتقتل منهم من تقتل، وتجرح من تجرح، ثم تقتحم البيوت المستشفيات، وتقذف قنابلها السامة على النساء والرضع، وتنتزع الصغار والكبار من بين أهليهم، فتعذبهم وتكسر أيديهم وأرجلهم، وتنكل بهم ثم تلقي بهم في غياهب المعتقلات.

ويلتقط مصورو الصحف والتلفزيون مشاهد من الممارسات القمعية الاسرائيلية اليومية، ثم يبثونها ليراها الملايين من الناس في جميع انحاء العالم، باستثناء رجال الادارة الامريكية، الذين يغمضون أعينهم فلا يرون شيئاً من الجرائم الاسرائيلية المصورة.

ويحدث أحيانا ان يرتفع الضجيج العالمي امام مشهد يزيد فيه البطش الاسرائيلي عن كل حد، وتتجسم الجريمة الاسرائيلية بأبشع اشكالها، ويطالب المجتمع الدولي لعقاب المعتدي أو وقف مجازره، فتفتح الادارة الامريكية عينيها، وتتدخل وتبحث عمن يستحق العقاب بدلاً من المجرم الحقيقي.

سلسلة طويلة من الأحكام الامريكية التي تذكر بزمن قراقوش، ارتبطت بتاريخ الصراع العربي الفلسطيني، كان اخرها جريمة الجندي الاسرائيلي الذي قتل عددا من العمال الفلسطينيين، ثم تلتها جريمة اطلاق قنابل الغاز السامة على اطفال مرضى في احدى العيادات، وقد أهتز الضمير العالمي للجريمتين، وأراد المجتمع الدولي ادانة حكومة العدو المسؤولة عن هاتين الجريمتين، ولكن حكومة العدو واللوبي الداعم لها في واشنطن اقنعا الادارة الأمريكية بأن الصوت اليهودي مسموع في الولايات المتحدة، وله تأثيره القوي في البيت الابيض، بينما الصوت الفلسطيني لا يصل الى الأذان الأمريكية، وليس له أدنى تأثير لا في البيت الابيض ولا في الكونغرس، ولذا فأن الحوار الاسرائيلي الامريكي أكثر أهمية من الحوار الفلسطيني الامريكي.

وبناء على ذلك اقترحت حكومة العدو قطع الحوار الفلسطيني الامريكي، واقتنعت الادارة الامريكية، فأمرت بقطع هذا الحوار الذي مضى عليه حوالي ثمانية عشر شهراً، دون فائدة او نتيجة، كان اشبه بحوار الطرشان، وها هو قد تم تعليقه الى حين صدور شهادة حسن سلوك تثبت رضى الشعب الفلسطيني بكل ما يصيبه من جرائم اسرائيلية دون رد فعل او دفاع عن النفس.. أو ليس هذا هو الزمن الامريكي الاسرائيلي، وهل اختلف كثيرا عن زمن قراقوش واحكامه. يا أسفي لدولة تحكم العالم كله تظلم بعضه ظلماً لا يرضي حتى ابناء شعبها ولكنها تحكم، فالعالم كله ظلم، غش، احتيال، مغامرات، وظلمه مكشوف كحكم قراقوش في الاساطير الماضية.

 

 

 

 


مشاهدات 27
الكاتب عبد المحسن الوائلي
أضيف 2025/01/11 - 2:55 PM
آخر تحديث 2025/01/11 - 11:33 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 520 الشهر 5301 الكلي 10095266
الوقت الآن
السبت 2025/1/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير