أوجاع الإغتراب والبعد عن الوطن
حسين الصدر
-1-
ليست عملية النزوح عن الوطن سهلة على عشّاقه والذائبين بحبه .
-2-
واذا ما اضطر العاشقون للهجرة الى الخارج بسبب الاضطهاد السياسي والتذاذ الطاغية المسعور بحصاد الرؤوس واراقة الدماء ، فانّ الأحرار الذين يغادرون الوطن تظل ارواحهم حائمة عليه .
-3 –
ويخطأ مَنْ يعتقد أنّ النائي عن وطنه الحبيب يمكن أنْ يهنأ في أيامه او يذوق شيئا من حلاوتها ، ذلك انه في اضطراب دائم .
-4-
ومما قلناه إبّان الغربة التي امتدت من 1979 حتى 2004 :
تَنْآى عن الوطنِ الحبيبِ جسومُنا
وتطوفُ في جنباتِه الأرواحُ
إنْ أثقلت خطو الأحبة محنةٌ
فالمثقلون بعبئها النُزّاحُ
جمرُ الغضا في الاغتراب وسادُنا
واذا التحفنا فالكَرى الأشباحُ
هيهات أنْ ننسى الجراح ممضِةً
والأهلُ يفتكُ فيهمُ السفّاحُ
-5-
ومما قلناه أيضاً :
حباتُ العنقود انفرطتْ
وتبددَ شملُ منضودُ
وهشيماً عدنا تذرونا
في البيداء رياحٌ سُودُ
للغربة أُخدودٌ ضارٍ
بلهيب الوجد وأخدودُ
ويرن بأعماقي صوتٍ :
لا تقنطْ لابُدّ نعود