زهير الدجيلي لم يفه الوطن حقه
قاسم حسين صالح
الذي دعاني الى ان اكتب عن ابن مدينتي(الشطرة)..هو مسلسل يعرض الآن على ام بي سي بعنوان (زمن الأسكافي ) من تأليفه وبطولة الراحل عبد الحسين عبد الرضا والفنانة الكويتية سعاد عبد الله. كان زهير في الخمسينيات يتصدر التظاهرات الوطنية في الشطرة ،وكان من بدايات شبابه يوحي بانه متعدد المواهب ،وقد اثبت ذلك..شاعرا وصحفيا وكاتبا مسرحيا وسيناريست وكاتب برامج أطفال اشهرها واوسعها جماهيريا برنامج (افتح يا سمسم)، ومسلسلات درامية وقصص سينمائية حققت نجاحا لافتا على مستوى اذاعات وتلفزيونات دول الخليج العربي. وكان زهير من ابرز الشعراء الذي اسهم في تطوير الأغنية العراقية في سبعينيات القرن الماضي، التي أطربتنا نحن جيل الكبار ،وتطرب الجيل الجديد ايضا ،وامتعها اغنية (يا طيور الطايرة) .ومعظم اغانيه تجسد سيكولوجيا اغترابه عن الأهل والأحباب والوطن:( البارحة حنيت إلك… حنة غريب يذكر أحبابه بعد غيبة وسفر) والأخرى باصوات ياس خضر ،مائدة نزهت،حسين نعمة ، قحطان العطار، فؤاد سالم وآخرين.
رئيس تحرير ..اشهر مجلة
تولى زهير رئاسة تحرير مجلة الاذاعة والتلفزيون، وكانت في زمنها (السبعينات) هي المجلة الأكثر شهرة في العراق. طلبني يوما..دخلت مكتبه ، وقال : قسومي حبيبي.. اريدك تروح لعفيفة اسكندر ..هاي ترفض اي لقاء صحفي ..يلله حبيبي المصور حسين ينتظرك. والتقيت بعفيفة ،التي حددت مدة اللقاء بساعة واحدة، لكن اللقاء استمر الى قريب منتصف الليل.. ولك ان تستمتع بقرائته (الآن) في الحوار المتمدن..او غوغل.
توفي زهير في الكويت (2016) عن عمر ناهز الثمانين..وللتاريخ فان رئيس الجمهورية ،فؤاد معصوم،بعث برقية تعزية لذويه اعرب فيها عن تعازيه «بوفاة الشاعر والإعلامي زهير الدجيلي، متمنيا لهم و للأسرة الأدبية والفنية العراقية والخليجية الصبر والسلوان».
المؤسف، ان نقابة الصحفيين ونقابة الفنانيين والمؤسسات المعنية بالفن والادب..لم تستذكره ولا تستذكر منجزاته..والمؤسف أكثر، ان الكثير من أبناء هذا الجيل يعتبرون زهير الدجيلي..كويتيا!