جرف الصخر إلى أين؟

ثامر مراد

جرف الصخر، الواقع شمال محافظة بابل، يعدّ من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية في العراق. منذ عام 2014، شهدت المنطقة تغيرات جذرية نتيجة العمليات العسكرية لتحريرها من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي. ورغم تحريرها، استمرت المنطقة تحت سيطرة ميليشيات مسلحة، مما حال دون عودة المهجرين إلى ديارهم، وهو ما خلق أزمة إنسانية وسياسية.

تتحكم الميليشيات في جرف الصخر منذ سنوات، حيث حوّلت المنطقة إلى موقع عسكري مغلق يُمنع دخول أي طرف خارجي إليه. وبسبب ذلك يعيش الآلاف من سكان جرف الصخر المهجرين في ظروف صعبة، حيث يعتمدون على المساعدات الإنسانية ولا يزالون محرومين من العودة إلى أراضيهم.

تحولت المنطقة إلى نقطة قوة للميليشيات، مما أثار قلقًا داخليًا وإقليميًا حول كيفية استغلالها لهذه الأرض.

تضغط بعض الدول الإقليمية والدولية على العراق لتسوية قضية جرف الصخر

يطالب المجتمع الدولي بضمان عودة المهجرين وإخضاع المنطقة لسيطرة الدولة.

هناك تقارير تشير إلى وجود رغبة إقليمية ودولية للتوصل إلى تسويات تسمح بخروج الميليشيات من جرف الصخر.

في حال توافر إرادة سياسية حقيقية وضغوط خارجية وداخلية كافية، يمكن تحقيق الآتي:

انسحاب الميليشيات: قد يتم ذلك عبر اتفاقيات ترعاها دول كبرى أو عبر قرارات حكومية عراقية مدعومة شعبيًا.

عودة المهجرين: بعودة الأمن إلى المنطقة، يمكن إعادة بناء البنية التحتية وتوفير ضمانات لعودة السكان إلى أراضيهم.

إعادة تأهيل المنطقة لتكون نموذجًا لإعادة بناء الثقة بين مكونات المجتمع العراقي.

قضية جرف الصخر ليست مجرد ملف محلي، بل اختبار حقيقي لسيادة العراق وقدرته على فرض الأمن والاستقرار. يتطلب حل الأزمة إرادة سياسية حقيقية، ودعمًا دوليًا، وضمانات لحقوق المهجرين، بحيث تُطوى صفحة معاناة امتدت لسنوات، ويُعاد بناء الثقة بين الدولة والمواطن.