فم مفتوح .. فم مغلق

وزير النقل .. أمامك هذا المقترح

زيد الحلي

ليس خجلا الاعتراف، اني اشعر بالندم كثيرا، لتصديقي ما صدر عن السيد وزير النقل ومكتبه الاعلامي بموضوع النقل الخاص ، واعتذر للأخوة القراء لأنني كتبت اعمدة صحفية كثيرة، مشيدا بقرارات الوزارة  بشأن ذلك، وما يعانيه المواطنون يوميا من ازعاجات نتيجة التخبط في مسارات المركبات المنتشرة في الشوارع واثرها على حركة السابلة، في صورة ترفضها عاصمة مثل بغداد .. فمنذ 17 حزيران عام 2023، وحتى الان قرأت 12 تصريحا  للسيد وزير النقل رزاق محيبس السعداوي ومكتبه الاعلامي، يشير الى سعي الوزارة لمكافحة الكراجات والساحات غير النظامية، و القضاء على النقل الجائر، لكن الحال يزداد ضرارة في تحطيم اعصاب المواطنين. 

وبعيدا عن حديث عام، فالأمر يشمل كافة مناطق بغداد، لكني اتحدث بخصوصية اشاهدها يوميا، واعيش لحظاتها.. واعني هنا منطقة البياع، من جهة المعارض، ومن جهة العمارات السكنية قرب السيدية.. فهذه المنطقة تشهد تكدسا مريعا من المركبات المتجهة نحو جسر الجادرية، ذهابا الى جامعة بغداد، وتوابعها الكرادة ثم الباب الشرقي.

ورغم وجود العشرات من افراد المرور، لكن الامر يخرج عن سيطرتهم لكون آلاف المواطنين، يتدافعون للحاق بالمركبات التي يتسابق  اصحابها في ما بينهم للوقوف لحظات لنقل الركاب  بخلسة من رجل المرور.. ولا اريد عرض ما لاحظت من احراجات تعرضت لها النساء ازاء هذا الوضع البعيد عن الانسانية.

المواطنون يتساءلون، واضع هذه التساؤلات امام وزير النقل، راجيا اجابة (مقنعة) تريح النفوس الهائجة : ترى لماذا لا يعود العمل بالكراج (ما يسمى بكراج البياع الكبير) الكامل بتجهيزاته ومنشآته الصحية والخدمية ؟ بدل الفوضى الحالية.

ان هذا المرأب النموذجي (كراج البياع الكبير) الخالي الان من الحياة، لسبب مبهم،  يوفر خدمة لأهالي كرخ بغداد : من  حي الشرطة، المعالف، ابو دشير، السيدية، السويب، حي الشباب، حي الري، بغداد الجديدة، المحمودية  وغيرها، الى جامعة بغداد، الكرادة، شارع السعدون، باب الشرقي.. وايضا يوفر خدمات ذهابا وايابا، الى اهالي البياع، حي العامل، وحي الجهاد بتوجههم الى علاوي الحلة، الكاظمية، باب المعظم وغيرها.             

عزيزي السيد وزير النقل ، لاشك ان حضرتكم يدرك  ان الازدحام يعد من أكثر مشكلات النقل الحضري انتشارا في بغداد، والمحافظات كما نسمع، وان الاختناقات المرورية تحدث خاصة في أوقات الذروة، وهي الأوقات التي يسعى فيها الموظفون والعمال والطلبة للوصول إلى عملهم، أو في وقت انتهاء الدوام، ان العودة الى العمل بكراج البياع الكبير يحل جزء من المشكلة،  وقد بات ضرورة ملحة، فمنه يمكن تنظيم مواعيد انطلاق المركبات وفق توقيتات معينة، يمكن ان تسهم في التخفيف من الاختناقات المرورية، وتعالج المشاكل التي تحدث يوميا بين الركاب والسائقين نتيجة التعسف في تحديد اماكن الوقوف .. ففي كل يوم .. مكان !

Z_alhilly@yahoo.com