معالي وزير التعليم والبحث العلمي مع التحية وبعد
عادل الزبيدي
لا يخفى على معاليكم الاساءات المتكررة على مؤسسات التعليم العالي وكوادره الشريفة من قبل البعض الذين اطلق عليهم لقب استاذ وهم ابعد ما يكونوا عن مواصفات من يستحق ان يحمل هذا اللقب علميا وتربويا وسلوكيا ان مواصفات ممن يستحق يضطلع بهذه المهمة الشريفة والمقدسة هم من المشهود لهم بالنزاهة والعفة باعتبار انهم نخبة او صفوة المجتمع يتحملون مسؤولية تنشئة الجيل الجديد في اصعب مرحلة من مراحله العمرية .
ان تكرار ما نسمعه ونشاهده اليوم من اساءة مقصودة الى الركن الاساس في بناء المجتمع شكل ظاهرة تطل علينا بوجهها القبيح والسيء بين فترة واخرى في هذه المؤسسة الجامعية او تلك وبما سمح بالإضرار بسمعة اساتذتنا وجامعاتنا التي افنت عمرها للرقي بمؤسساتنا الجامعية وكوادرها العلمية وفي اعلاء مكانتنا العلمية عالميا واقليميا وعربيا بل ان الكثير من الجامعات العربية تشهد لنا برقي الاستاذ الجامعي العراقي علميا واخلاقيا التي انعكست على اداء مؤسسات التعليم العالي لديهم في الجوانب العلمية والتربوية والاجتماعية .
اننا نشهد اليوم هذا التراجع في اداء الاستاذ الجامعي والذي اصبح البعض منهم يهتم ببناء شعبية له على حساب الجانب العلمي والتربوي ربما لأسباب ذاتية عند البعض لذلك ان سمح معاليكم لابد لأعلى سلطة في هرم التعليم العالي ان تتخذ التدابير والاجراءات التي توقف هذا التدهور الذي اضر بسمعة مؤسساتنا العريقة وفقا لذلك اقترح على معاليكم مقترحات علها تساهم في لملمة جراحات الاستاذ الجامعي ومؤسساتنا الجامعية مما لحق من سوء نتيجة التصرفات اللامسؤولة من قبل البعض وارى ان نعتمد المعايير التالية :
1 -ان يكون التعيين بصفة تدريسي على ملاك الجامعات ممن يتمتعون بالسمعة والسيرة الحسنة واللذين لم تسجل عليهم اية ملاحظات اخلاقية خلال سني دراستهم الجامعية او اية ضوابط التي من شأنها ان تبعد الاستاذ الجامعي عن الشبهات لان التعليم الجامعي كما يعلمه معاليكم انما هو عمليتين هما التعليم والتعليم المصاحب .
2 -ان يعين على ملاك التدريس الجامعي ممن لديه خبرة وظيفية لا تقل عن ثلاث او خمس سنوات وممن لهم تقويم اداء جيد جدا فما فوق .
3 -يجب العودة الى تعليمات هيكل عمل عضو الهيئة التدريسية التي كان معمولا بها سابقا وعدم تجاوزها لاي سبب كان حيث لاتجيز هذه التعليمات دخول حملة الماجستير الى المحاضرات النظرية واقتصار ذلك على المحاضرات العملية وبإشراف استاذ مساعد على الاقل او مدرس مشهود له بالكفاءة العلمية والاجتماعية ويمكن شمول الاحداث من حملة الدكتوراه بذلك حتى يتمكنوا من ادواتهم التعليمية والتربوية .
4 -اختيار الاكفأ علمية وتربويا واداريا لقيادة المؤسسات الجامعية وبمختلف تدرجاتها داخل الجامعات وفي حالة التساوي يمكن عند ذلك جعل الجانب السياسي معيارا اضافيا وحسب سياسة الدولة وان يخضعوا للمراجعة الدورية لتقويم الاداء وان تكون مدة التكليف سنتين قابلة للتجديد مرة واحدة كما معمول به في الجامعات الرصينة في العالم .
واخيرا اتمنى على معاليكم الركون الى تشكيل لجنة من الاساتذة الرواد لدراسة واقع الكوادر التدريسية لوضع الضوابط التي تجنب مؤسسات التعليم العالي العريقة سوء تصرف النفر الضال ممن حسبوا على التعليم العالي وأساؤوا الى انفسهم والى الجامعات بل الى المجتمع كله.