استراتيجية المرونة: مفتاح لتحقيق الأهداف النبيلة
أحمد فكاك البدراني

تعني الاستراتيجية السياسية دراسة كيفية ابتكار الخطط السياسية والية استخدامها في تحقيق هدف محدد في مرحلة معينة . 
وهنا اود ان أتحدث عن استراتيجية المرونة في عالم السياسية وعلم الادارة وفي فن القيادة .
تعد استراتيجية المرونة من أهم الأدوات التي تُمكِّن الأفراد والمؤسسات والدول من تحقيق الأهداف النبيلة والتغلب على التحديات المتغيرة في عالم يتسم بالتعقيد والتقلب. فالمرونة ليست مجرد قدرة على التكيّف مع الظروف ، بل هي نهج شامل يركز على الابتكار والإبداع واقتناص الفرص بشكل استباقي.
قد يحاول الفريق الاخر كسر إرادتك لتحقيق مكاسب او تقليل أضرار  تصيبه ، وقد يكون فريقك ذاته يتخذ نفس الموقف عندما يجدك قد حققت من المكاسب ما يجعلك في الصدارة بسبب ما حققت من النجاحات .
مفهوم المرونة وأهميتها :
المرونة تعني القدرة على الصمود أمام الأزمات والتغيرات ، والتكيّف بسرعة مع المتغيرات دون فقدان البوصلة نحو تحقيق الأهداف ، وفي سياق الأهداف النبيلة، كالعمل الخيري أو المشاريع التنموية او الأزمات الحادة تظهر أهمية المرونة بشكل خاص ، حيث تكون التحديات أكبر ، وتحتاج إلى حلول ديناميكية ومبتكرة وسريعة اذ لا يجوز ان نتركها لعامل الزمن أبدا ، وهذا يتطلب ان نذهب الى احدى ستراتيجية المرونة .
أركان استراتيجية المرونة : 
1- تحديد المشكلة وأطرافها : 
واظهار خطورتها وما يمكن ان يحصل في أقسى الظروف اذ لم تعالج المشكلة وفق الاستراتيجية المرنة .
2- التخطيط الاستراتيجي المرن
يعتمد التخطيط المرن على وضع أهداف واضحة ( الاهداف الواضحة ) ، لكنه يتيح المجال لتعديل الوسائل والأساليب وفقًا للمتغيرات. هذا النوع من التخطيط يُجنب الجمود ويمنح اكثر من فرصة واستخدام اكثر من سيناريو ووهذا ما يجعله يمنح المؤسسات القدرة على مواجهة التحديات بفعالية.
3- الاستفادة من الفرص :
في ظل الأزمات، تظهر فرص جديدة قد تكون غير متوقعة. المرونة تعني القدرة على استغلال هذه الفرص لتحقيق الأهداف بدلًا من الانشغال بالمصاعب.
4- الابتكار والإبداع :
الابتكار عنصر أساسي في استراتيجية المرونة، حيث يتيح تصميم حلول غير تقليدية للمشكلات المعقدة.
5- العمل بروح الفريق
من اجل إنجاح التجربة دع الاخر يشعر انك جزء منه او هو جزء منك على الاقل بالنتائج من اجل الوصول إلى قناعة المشاركة في حالتي الربح والخسارة ، ومهما تعتمد المرونة بشكل كبير على تعاون الأفراد داخل الفريق ، مما يعزز من قدرتهم على تبادل الأفكار وتحقيق الأهداف المشتركة.
تحقيق الأهداف النبيلة بالمرونة :
الأهداف النبيلة، مثل القضاء على الفقر أو نشر التعليم ، او تجنب الصراعات او الحروب ومن اجل تحقيق الغاية المثلى تحتاج إلى استراتيجيات ديناميكية تُراعي التغيرات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية . فبدلًا من استخدام حلول تقليدية قد لا تناسب كل الظروف، تُعزز المرونة القدرة على تقديم حلول محلية تناسب كل مجتمع ، فعملية إقناع الاخر بضرورة قبول الانسحاب من صفقة خسارتها مؤكدةً أهون من الاستمرار والمقامرة بخسارة الأرباح ورأس المال معاً . 
وقد وردت اراء وحكم في الأولين تبين لنا الاستراتيجية المرنة حين قال عتبة بن ربيعة لقومه بعد ان سلمت قافلة تجارتهم من المسلمين ، قال ( ارجعوا واعصبوها برأسي وقوا جبن عتبه ) . وهنا تتغير الأولويات فجأة بسبب توقع الكوارث أو الأزمات السياسية ، وهنا ايضا تظهر أهمية المرونة في تغيير مسار العمل وفقًا للحاجة الملحة.
نماذج نجاح للمرونة في تحقيق الأهداف
• المبادرات المجتمعية: الكثير من الجمعيات الخيرية تبنت المرونة من خلال التعاون مع المجتمعات المحلية، مما ساعدها على تخصيص الموارد بشكل أكثر كفاءة.
• الشركات الاجتماعية: نجحت العديد من الشركات التي تركز على الأهداف النبيلة في البقاء والازدهار من خلال تعديل استراتيجياتها لتناسب الأسواق المتغيرة.
وخلاصة القول ان استراتيجية المرونة ليست مجرد خيار، بل هي ضرورة في عالم اليوم لتحقيق الأهداف النبيلة. إنها تتطلب التخطيط الواعي، والتعاون الفعّال، والابتكار المستمر، ما يجعلها أداة أساسية لتحقيق تغيير حقيقي ومستدام. ومع تبني هذه الاستراتيجية، يمكن للأفراد والمؤسسات تحقيق رؤى سامية تخدم الإنسانية وتُحسن حياة الأجيال القادمة.