عاهرةُ الحيّ شريفةٌ
مهدي سهم الربيعي
ما أشرفَ عاهرةَ الحيِّ من بينكم،
تسترُ وجعَ الجوعِ بابتسامةٍ،
وتغسلُ عارَها بالدمعِ لا بالخطابة.
في الزقاقِ الموحلِ،
تقتاتُ بقايا الخبزِ
ولا تمدُّ يدَها للذئابِ المتسيّسين ،
تخطئُ بصدق،
تحيا بصدق،
وتنامُ على ضميرٍ يئنّ…
لكنه لا يساوم.
القوّادةُ،
التي تجمعُ كيسَ المومساتِ في آخر الليل،
أصدقُ منكم جميعاً،
أرجلُ من صمتِكم المتوضّئِ بالكذب،
تقتسمُ لقمةَ الخطيئةِ بعدلٍ،
ولا تعرفُ كيف تزوّرُ الخبزَ باسم الله.
باعَت سترَها، نعم،
لكنها ما باعت غيرتَها،
ولا طعنتِ الشرفَ بخنجرِ الفتوى،
ولا سجدتْ لدرهمٍ ملوثٍ بعَرقِ الجياع.
أنتم ..
يا قُضاةَ الطهرِ المزيف ..
غسلتم وجوهَكم بالطائفية ،
كتبتم خطاياكم على جلودِ الآخرين،
ثم صعدتم منابرَ الله
لتُلقوا خطبَ الغفرانِ على من لا يملكون ثوباً يسترهم!
هي…
عاهرةُ الحيِّ شريفةٌ،
لأنها لم تكذبْ حين باعت جسدَها،
ولم تتصنّعْ حين جاعَتْ روحُها،
ولم ترفعْ رأسَها فوقَ إنسانيتها…
كما فعلتم أنتم حين هويتم تحتها.