كاترين هاشم تتفوّق على خشبة مصرية بقمر أحمر
المفتاح يحصد جائزتين في مهرجان سطيف الجزائري
بغداد - ياسين ياس
حصد العراق ضمن مهرجان القاهرة الدولي للمونودراما بدورته الثامنة التي اختتمت الاثنين الماضي جائزة افضل عرض متكامل وافضل ممثلة التي ذهبت للممثلة كاترين هاشم عن مسرحية (قمر احمر) وهي من إخراج عادل السعيدي التي حظيت باشادة عربية واسعة لما حملته من أداء متقن ومضمون إنساني وتستند المسرحية إلى رواية الكاتب جمال حيدر المعنونة (شموع على ارصفة الكرادة) والتي توثق حادثة انفجار الكرادة، حيث تم تحويلها إلى عمل مسرحي يجسد معاناة الشهداء لحظة الانفجار من خلال شخصية الرصيف الذي يتحول إلى راو للألم الإنساني ومعاناة الضحايا، وعن المسرحية تحدث المخرج عادل قائلا:
(يتحدث العرض عن مدينة امنة تتعرض الى عمل تفجيري ويتم الحديث عبر انسنة الارصفة والتي تأديها الممثلة وتنقل معاناة الناس الذين يمرون بشوارع المدينة بشكل يومي وهم كالسيل تتحدث عن الفقد الذي يعيشونه .تنقل لنا المسرحية لنا الدقائق القليلة الفاصلة بين مشاعر الضحايا وسقوطهم الأخير، واصفة لنا معاناتهم الإنسانية في مواجهة عارية مع الموت، مواجهة معروفة سلفاً نتائجها، إذ بدأت الأجساد تسقط تباعاً تاركة حلم النجاة يغفو بين جفونها. أبرياء دفعهم القدر إلى المكان في تلك الليلة لأجل التسوق للتهيئة للعيد المقبل بعد أيام قلائل. مشهد مفتوح على الوجع العراقي الذي لم يهدأ أبداً. مع كل هذا هو قبولهم بحياتهم رغم صعوبة العيش ولكن هناك من يتربص بهم للنيل من حياتهم ولكن الحياة في النهاية تنتصر) وتحدثت الممثلة الشابة كاثرين هاشم قائلة (ان مشاركتها في المهرجان تعد تحديا كبير كون العمل يقوم على الأداء الفردي لممثل واحد ويقدم شخصيات متعددة خلال 40 دقيقة)مؤكدة ان (هذه مشاركتها الدولية الثانيةوكانت الاولى في مهرجان القاهرة الدولي الثامن للمونودراما).
إلى ذلك أكد كاتب ومؤلف المسرحية جميل الرجه ان (الهدف من هذا العمل هو أحياء ذكرى شهداء الكرادة.وتسليط الضوء على الوجع الانساني من زوايا رمزية مختلفة). واضاف (هذه المسرحية شاركت في العديد من المهرجانات العربية، تونس، الاردن والان القاهرة ونالت العديد من الجوائز والشهادات التقديرية) وأشار إلى أن (استمرار حضور المسرح العراقي في المهرجانات العربية والدولية يعكس تعافي الحركة المسرحية في العراق. وقدرتها على إثارة الاهتمام الجمهور العربي والدولي بما تقدمه من اعمال فنية وانسانية رصينة).
من جانبه أكد الكاتب والمخرج المسرحي منير راضي عضو لجنة التحكيم في المهرجان (ان فن المونودراما يمثل ركنا مهما في المسرح العراقي لانه يعتمد على قدرة الممثل في التحول وتجسيد اكثر من عمل مسرحي بأسلوب متنوع ومكثف) مشيرا إلى أن (المنافسة في هذه الدورة كانت قوية لتنوع النصوص المشاركة)واضاف(شاركت في ندوة ثقافية وفنية.على هامش المهرجان في قاعة المجلس الأعلى للثقافة والفنون بدار الأوبرا المصرية تناولت سيرة المفكر والمخرج العالمي (بيتر بروك) الذي ترك أثرا كبيرا في المسرح العالمي من خلال رؤاه .التجريبية والإنسانية حول العرض المسرحي) وبين ان (له تجارب عديدة في كتابة المونودراما). موضحا ان (هذا الجنس المسرحي يمثل عنصر فاعل في منظومة المسرح العربيلما يمتاز به من عنق درامي وانساني).
قصة سجين
وفي السياق فازت المسرحية العراقية (المفتاح) بجائزة افضل نص مسرحي وأفضل ممثل في مهرجان الايام المسرحية الثالث الذي أقيم في مدينة سطيف الجزائرية. عن المسرحية تحدث المخرج أسامة السلطان قائلا (المسرحية تتناول قصة سجين سياسي،يقبع في زنزانة لمدة 17 عاما ليخرج بعد ذلك متوجها إلى بيته القديم المصادر من قبل الحكومة.وعندما يدخله بمفتاحه القديم الذي ظل محتفظا به طوال هذه السنين وجد بيته سكنته عائلة اخرى قرر ان يحرق المنزل لكن اصطدام بزوجة الساكن الجديد التي تحاول تغيير قراره.فيدور صراع بينهما حول الماضي والذكريات فتنجح المراة في اقناعه.فينجذب لها متوهما انها زوجته التي ماتت فتذهب به نحو المحبة والتسامح ليعود ادراجه بالتراجع عن إحراق المنزل) واضاف (شخصيات المسرحية جسدها ممثلان هما مازن محمد مصطفى وإيمان عبد الحسن ودراماتورج سعد عزيز عبدالصاحب) مضيفا (كانت مشاركتنا متميزة حيث حصلت المسرحية على جائزة أفضل ممثل وأفضل نص والترشيح لجائزة السينوغرافيا في هذا المهرجان). وعن المسرحية تحدث الناقد والاكاديمي علي حمدان قائلا (احتظنت قاعة دار الثقافة في سطيف الجزائر عرض المسرحية العراقية (المفتاح) للكاتب مثال غازي واخراج أسامة السلطان في تجربة مسرحية جمعت بين واقعية النص وعمق الرمز والعرض أبرز التحول الداخلي للمسرحية من الغضب والرغبة في الانتقام إلى الدعوة والتسامح). مؤكدا ان (المصالحة هي الطريق الوحيد لبناء مستقبل مشترك )واضاف(اعتمد أسامة السلطان على مقاربة اخراجيه تمزج الواقعية بالرمزية.فاستند إلى ديكور واقعي مع توظيف تقنيات الميتا مسرح التي كثف الإيقاع بها كذلك تجسيد شخصية الزوج الغائب بعدا رمزيا جديدا جعل الجمهور يتنقل بين الواقع والحقيقة في إطار يقترب من الواقعية من الواقعية السحرية) وأشار (المفتاح ليس عمل مسرحي بل رسالة انسانية تدعو إلى الحوار والمحبة والتسامح). واكد ان (الأداء التمثيلي للممثلين مازن محمد مصطفى وإيمان عبد الحسن في تجسيد لحظات الاحتدام والألفة قد أسهم في تالق العرض المسرحي ونجاحه) وسبق وان شاركت مسرحية (المفتاح) في مهرجان (ايام كربلاء الدولي للمسرح) ونالت اربع جوائز.