قبل سنوات قليلة وتحت عنوان الجرائم الألكترونية ، تم ببغداد سن قانون يضع أصحاب ما سمي بالمحتوى الهابط تحت طائلة الحبس والغرامة والإيقاف ، ومع التحريض والتهليل والتصفيق وسوء والتباس الفهم ، لم يتم القضاء على تلك الظاهرة الشائنة ، بل كانت الناس على موعد اكراهي مع سماع أخبار مقتل صاحب أو صاحبة محتوى سيء وهابط وفق توصيف وشرح القانون الفضفاض الذي لم يستطع وضع تعريف كامل شامل للمنشور الهابط ، فهل هو الذي يحتوي على كلمات نابية خادشة للحياء صورة وصوتاً وقصداً ، أم شمل حتى الناشرين الغاضبين الباحثين عن دولة مدنية عادلة يسود فيها القانون على الجميع ؟
في هذه الأيام وعلى هوامش ومتون تدويخة ومعمعة تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي أشهر فقراته هي مادة تفصل وتشرح وتشرعن جريمة تزويج القاصرات ، ساحت بقوة على حوائط وسائل ووسائط التفاعل والتناطح الاجتماعي ، فيديوهات مقززة منفرة مضللة باطلة تهاجم المرأة وتحط من قدرها وتثلم من إنسانيتها ، وأبطال هذه الأفلام هم رجال دين ومعممون مشهورون ومغمورون اتخذوا من المنبر دكة مزاد لتجارة لا تبور ولا تفنى .
لدى هؤلاء أن المرأة هي كتلة لحمية ناقصة دين وعقل ، وأن صوتها عورة مثل شعرها ورقبتها بل وحتى عطرها الذي وصفه أحد هؤلاء الدجالين المنافقين المجرمين بأنه بداية ودعوة لعملية زنى !!!
الشيخ يحرم على المرأة رش بعض جسمها بالعطر وهي خارج البيت ، لكنه مستعد لمضاجعتها تحت باب زواج المتعة وزواج المسيار ، وهو يحلل لها مهزلة إرضاع الكبير ووصلت الخسة بهذه الكائنات الشريرة الشاذة غير السوية إلى القول بتفخيذ الطفلة التي لم تكد تعبر سنين الرضاعة الاولى !!!
هؤلاء ومعلموهم الكبار يحكمون العراق منذ إحدى وعشرين سنة ، وقد نجحوا نجاحاً تاماً بتحويله إلى أفسد بلاد قائمة على وجه الأرض ، بعد أن نهبوا وهربوا وغسلوا مئات مليارات الدولارات ، حتى كادت الناس تفكر بأن هؤلاء الحرامية والخونة قد نهبوا وسرقوا وهم يتكئون على « فتوى سرية « تبيح لهم فعل كل هذه المرذولات !!