الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
منابر‭ ‬تشريع‭ ‬الظلام‭ ‬والرذيلة

بواسطة azzaman

منابر‭ ‬تشريع‭ ‬الظلام‭ ‬والرذيلة

علي السوداني

 

قبل‭ ‬سنوات‭ ‬قليلة‭ ‬وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬الجرائم‭ ‬الألكترونية‭ ‬،‭ ‬تم‭ ‬ببغداد‭ ‬سن‭ ‬قانون‭ ‬يضع‭ ‬أصحاب‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بالمحتوى‭ ‬الهابط‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬الحبس‭ ‬والغرامة‭ ‬والإيقاف‭ ‬،‭ ‬ومع‭ ‬التحريض‭ ‬والتهليل‭ ‬والتصفيق‭ ‬وسوء‭ ‬والتباس‭ ‬الفهم‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الظاهرة‭ ‬الشائنة‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬اكراهي‭ ‬مع‭ ‬سماع‭ ‬أخبار‭ ‬مقتل‭ ‬صاحب‭ ‬أو‭ ‬صاحبة‭ ‬محتوى‭ ‬سيء‭ ‬وهابط‭ ‬وفق‭ ‬توصيف‭ ‬وشرح‭ ‬القانون‭ ‬الفضفاض‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يستطع‭ ‬وضع‭ ‬تعريف‭ ‬كامل‭ ‬شامل‭ ‬للمنشور‭ ‬الهابط‭ ‬،‭ ‬فهل‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬كلمات‭ ‬نابية‭ ‬خادشة‭ ‬للحياء‭ ‬صورة‭ ‬وصوتاً‭ ‬وقصداً‭ ‬،‭ ‬أم‭ ‬شمل‭ ‬حتى‭ ‬الناشرين‭ ‬الغاضبين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬دولة‭ ‬مدنية‭ ‬عادلة‭ ‬يسود‭ ‬فيها‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬؟

في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬وعلى‭ ‬هوامش‭ ‬ومتون‭ ‬تدويخة‭ ‬ومعمعة‭ ‬تعديل‭ ‬قانون‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬الذي‭ ‬أشهر‭ ‬فقراته‭ ‬هي‭ ‬مادة‭ ‬تفصل‭ ‬وتشرح‭ ‬وتشرعن‭ ‬جريمة‭ ‬تزويج‭ ‬القاصرات‭ ‬،‭ ‬ساحت‭ ‬بقوة‭ ‬على‭ ‬حوائط‭ ‬وسائل‭ ‬ووسائط‭ ‬التفاعل‭ ‬والتناطح‭ ‬الاجتماعي‭ ‬،‭ ‬فيديوهات‭ ‬مقززة‭ ‬منفرة‭ ‬مضللة‭ ‬باطلة‭ ‬تهاجم‭ ‬المرأة‭ ‬وتحط‭ ‬من‭ ‬قدرها‭ ‬وتثلم‭ ‬من‭ ‬إنسانيتها‭ ‬،‭ ‬وأبطال‭ ‬هذه‭ ‬الأفلام‭ ‬هم‭ ‬رجال‭ ‬دين‭ ‬ومعممون‭ ‬مشهورون‭ ‬ومغمورون‭ ‬اتخذوا‭ ‬من‭ ‬المنبر‭ ‬دكة‭ ‬مزاد‭ ‬لتجارة‭ ‬لا‭ ‬تبور‭ ‬ولا‭ ‬تفنى‭ .‬

لدى‭ ‬هؤلاء‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬كتلة‭ ‬لحمية‭ ‬ناقصة‭ ‬دين‭ ‬وعقل‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬صوتها‭ ‬عورة‭ ‬مثل‭ ‬شعرها‭ ‬ورقبتها‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬عطرها‭ ‬الذي‭ ‬وصفه‭ ‬أحد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الدجالين‭ ‬المنافقين‭ ‬المجرمين‭ ‬بأنه‭ ‬بداية‭ ‬ودعوة‭ ‬لعملية‭ ‬زنى‭ !!!‬

الشيخ‭ ‬يحرم‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬رش‭ ‬بعض‭ ‬جسمها‭ ‬بالعطر‭ ‬وهي‭ ‬خارج‭ ‬البيت‭ ‬،‭ ‬لكنه‭ ‬مستعد‭ ‬لمضاجعتها‭ ‬تحت‭ ‬باب‭ ‬زواج‭ ‬المتعة‭ ‬وزواج‭ ‬المسيار‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬يحلل‭ ‬لها‭ ‬مهزلة‭ ‬إرضاع‭ ‬الكبير‭ ‬ووصلت‭ ‬الخسة‭ ‬بهذه‭ ‬الكائنات‭ ‬الشريرة‭ ‬الشاذة‭ ‬غير‭ ‬السوية‭ ‬إلى‭ ‬القول‭ ‬بتفخيذ‭ ‬الطفلة‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكد‭ ‬تعبر‭ ‬سنين‭ ‬الرضاعة‭ ‬الاولى‭ !!!‬

هؤلاء‭ ‬ومعلموهم‭ ‬الكبار‭ ‬يحكمون‭ ‬العراق‭ ‬منذ‭ ‬إحدى‭ ‬وعشرين‭ ‬سنة‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬نجحوا‭ ‬نجاحاً‭ ‬تاماً‭ ‬بتحويله‭ ‬إلى‭ ‬أفسد‭ ‬بلاد‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬نهبوا‭ ‬وهربوا‭ ‬وغسلوا‭ ‬مئات‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬،‭ ‬حتى‭ ‬كادت‭ ‬الناس‭ ‬تفكر‭ ‬بأن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الحرامية‭ ‬والخونة‭ ‬قد‭ ‬نهبوا‭ ‬وسرقوا‭ ‬وهم‭ ‬يتكئون‭ ‬على‭ ‬‮«‬‭ ‬فتوى‭ ‬سرية‭ ‬‮«‬‭ ‬تبيح‭ ‬لهم‭ ‬فعل‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المرذولات‭ !!‬


مشاهدات 56
الكاتب علي السوداني
أضيف 2024/09/17 - 4:05 PM
آخر تحديث 2024/09/17 - 7:10 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 343 الشهر 6904 الكلي 9995526
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/9/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير