1
وساعة يأكلني الحنين الفاتك الى بغداد العزيزة ، أهاتف أخي جمعة وأخي جعفر لنعيد سرد حكايات الأيام والليالي البديعة المفروشة على طول خزنة الذكريات الحلوة والمرة ، حيث دكاكين العائلة الكبرى ورقمها القياسي الممدد من خلف عمارة مرجان وجامع الأورفلي حتى سينما بابل ومقتربات نصب الجندي المجهول العتيق بشارع السعدون . كنا نضحك بقوة حتى على قصص الأحزان المخمرة في الرؤوس كما لو أننا نسمعها أول مرة .
2
سأنام الآن وأشخر
سأصنع جلجلة يسمعها تاسع جار
سأشخر بقوة
كأنني أربعون شهيداً يؤدون رقصة وداع
3
وقال كبيرهم الذي علمهم الصنعة :
اتركوه وشأنه ، فلقد نام وغطى جسمه القليل بلحم اللغة ،
لكنه لن ينجو من حومة ذئاب .
4
فنجان قهوة بلا ملامح
اصدقاء راحلون
شاشة التلفزيون باردة
مواء قطة يصعد من تحت الأنقاض
شحوب تام
مثل مقهى السنترال الآن
5
غيلان وجنود تنام بقعر الفنجان
ثمة مطر كثير أيضاً
وبرق ورعد
غيمات بيض منثورات
مثل عشوائية فقيرة
نائمة خلف بيت السلطان