علي السوداني
نحن الآن بباب الثلاثاء الكبيرة كما يسميها سكنة بلاد العم سام . الصمت الإنتخابي صار كذبة عظمى ، ولو سكتت كامالا وخاط ترامب فمه بمخيط النداف ، فإن جيوش الحلبة سيقومون بالضجيج والتلميع والتشهير والتسقيط والأجر على مقدار الدفع .
التلاسن والتناطح والتكافش على حلبة السباق كان غير مسبوق بقياس قوة الأدب والجدل بالتي هي أحسن وأنقى ، فأحدهما يصف جمهور منافسه بأنهم حثالة مزبلة ، فيمسكه الثاني مسكة محترفة ويقول له أنه لم ير قمامة مثله ، فيستعين المتورط والبادىء الذي هو أظلم ، بصناع المحتوى وأهل المشورة الذين هالهم جنون صاحبهم ، فيلبسونه لباس عمال النظافة ويركبونه شاحنة الزبل العزيز ليعقد فيها آخر لقاء مع صحافة الفضائح والإثارة الغبية ، لكن الأمر هذه المرة صار مثل ذاك الذي جاء ليكحلها ففقس عينها بمرود الحماقة !!
من علامات السقوط الأخلاقي المروع هناك ، هو أن الطرفين طرمبة وكميلة قد استعملا دماء ودموع وأوجاع الضحايا بفلسطين ولبنان كورقة مفيدة إن سقطت بمكانها في الصندوق المناسب فسوف تهبط كفة وتصعد كفة ، ولقد مارسا هذا الفعل الإجرامي من دون خجل .
شخصياً وتكملة لما جئت عليه الاسبوع الفائت من نبوءة تشبه الأمنية المنتظرة ، أتمنى فوز كميلة بنت هاريس بفارق ضئيل على منافسها طرمبة رجل ميلانيا ، لأن السمراء الجميلة هاريس تعتقد وتؤمن بدولة فلسطين المستقلة على عكس الثور الأشقر ، ولأن الخسارة ستجعله بحال جنون متوقع فيرفض النتيجة ويتحدث عن التزوير وينادي شعبه بالنزول إلى الشوارع ، ما يفتح الباب والشباك والمجاري كلها على احتمال حرب أهلية ستضعف الدولة الشريرة وتشغلها عن العالم ، وقد تعود بعد الحرب إلى جادة الحق والعدل وهذا أمر سيصيب الكرة الأرضية كلها بفوائد ضخمة وسلام ممكن ومستدام .