تتعدد طرق تعليم الرحمن للانسان تعددا لا نهائيا في المناهج و الاساليب بحسب استعداد العبد للاستقبال و تبعا لتوجه العبد لمولاه.
الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان، ومن تعليم الله للانسان البيان ، تعليمه النطق بلغات و ألسن مختلفة، و تلقينه الكتابة بخطوط متنوعة، فبالنسبة للألسن يمكن ان نذكر اللغات الهند أوربية كالانجليزية و الألمانية و الفرنسية
و اللغات السامية مثل العربية و الآرامية و اللغات الصينية التبتية كالماندرين و الكانتونية
اما بالنسبة لتنوع خطوط الكتابة يمكن أن نستحضر الخطوط الرومانية المستخدمة في اللغات الأوربية و الخطوط الصينية التي تستخدم رموزا معقدة و الخطوط الابجدية المستخدمة في اللغات الفارسية و العربية.
من طرق تعليم الحق للانسان المؤمن، أمره بتكرار مجموعة من الآيات القرآنية و صلوات على الرسول و أدعية و حركات إشارية مومئة للحق عز و جل بالخضوع و الاجلال.
لا شك أن كل مقيم للصلاة بخشوع قلبي سيرتقي بفهمه عروجا ذوقيا مقصودا منه سبحانه من أول ما فرض الصلاة من فوق سبع سماوات على احب الخلق اليه حبيبنا جميعا مولانا محمد صلوات ربي و سلامه عليه.
فالسجود الظاهري بالجسد مراد منه طبعا خضوع الباطن للمولى عز وجل في سائر الاعمال اليومية، حيث لا يختلف اثنان ان إشارة الموظف لرب العمل بتمرير بطاقة العمل الالكترونية على الآلة الالكترونية التي تسجل حضور الموظفين كل صباح أو عند انصرافهم انما هو دليل على حضوره للعمل لا على قيامه بالعمل ، و انما يقاس العمل بالمردودية و مؤشرات قياسها على لوحة القيادة.
كذلك الامر يمكن ان يقال في حقل العبادة، فإن الصلوات الخمس انما هى إيماءة من العبد لمولاه خمس مرات في اليوم انه حاضر في اوقات الصلاة لا على انه حاضر بنيته في سائر اعماله اليومية، و انما الصلاة تدريب يومي على التوجه القلبي لرب العباد في سائر أوقاته خلال اليوم, فيحضر قلبه خلال صلاة الفجر مثلا دقيقة كاملة و خلال صلاة فجر آخر دقيقتين الى أن يرتقي إلى الخشوع خلال الصلاة كلها و يغفل في أخرى ، فيستمر شيئا فشيئا الى أن يرتقي إلى تحصيل خشوع قلبي خلال الصلوات الخمس كلها، و من ثم الى سجود قلبي دائم لا ينقطع يقظة و مناما، ليلا و نهارا.
و دفاعا عن زيارة مقامات الاولياء و اضرحة الصالحين لا ينبغي ان ننسى إشارة الحق خلال اهم فريضة في حقل التوحيد التي هي الصلاة، فكل عبد مسلم مأمور بترديد كلمات التشهد التي من ضمنها قول المؤمن: السلام عليك أيها النبيئ و رحمة الله تعالى وبركاته ، السلام علينا و على عباد الله الصالحين ، تكرارا يتردد كل ركعتين ليس فقط في صلوات الفرائض بل يتعداها الى صلوات النوافل عل و عسى ان يفهم المتدبر للوح الصلاة أو قل سبورة الغيب ان كاف الخطاب دليل على حياة دائمة لروح النبي الكريم و أرواح الصالحين شهداء جهاد النفس، الذي هو اعظم جهاد، و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون.
لكن من غريب الصدف ان نفس العبد الذي سلم بكاف الخطاب على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كما سلم على عباد الله الصالحين جميعا بدون استثناء إذا فرغ من الصلاة و طلبت منه زيارة مقام من مقامات الصالحين اخبرك انه عمل من قبيل الشرك و العياذ بالله.
يصلي كل منا الصلاة الإبراهيمية مرددا عددا لا بأس به يوميا : اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم و بارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا ابراهيم وعلى آل سيدنا ابراهيم في العالمين انك حميد مجيد ، و لا شك أن كل متدبر في هذا القول سيفهم ان الصلاة من الحق للعبد بركة و رحمة و كأننا ندعو لهؤلاء الانبياء و الصالحين بالبركة و الرحمة في مراقدهم شكرا لما قدموه من تضحيات و برورا بآباء روحيين أوصلوا لنا الاسلام غضا طريا.
لنر المسألة من زاوية أخرى ليتخيل احدنا انه مدعو لندوة علمية بمدينة الخليل حيث يرقد نبي الله ابراهيم عليه السلام او وادي شعيب جنوب مدينة السلط بالاردن حيث يرقد نبي الله شعيب عليه السلام او بجنوب مدينة البتراء على جبل هارون حيث يرقد نبي الله هارون عليه السلام، لا شك انه سيجد وقتا ولا بد لزيارة مقام احدهم بالمدينة التي زارها لغرض علمي دون ان يتساءل للحظة هل زيارته بدعة ام لا، لان زيارته ستكون تلقائية لمحبته القلبية لهؤلاء البررة، فكذلك زيارة الابن لأبيه او أمه سوف يزورهم دون ان يسأل نفسه هل هي بدعة ام لا، و ان تساءل و لو للحظة سيكون ذلك جحودا لاهل خير و فضل، فكذلك زيارة مقامات الاولياء و الصالحين من آل بيت رسول الله ندعو لهم خلال كل صلاة ابراهيمية ان يبارك فيهم كما بارك في آل سيدنا ابراهيم عليه السلام ، بمعنى ان يرقيهم في عالم الارواح و في مراقدهم و ينتج ممن لم يولدوا بعد من ذرياتهم رجالا صالحين كما انتج الانبياء من ذرية ابراهيم عليه السلام ، لكن بمجرد الانتهاء من الصلاة أن طلب من احدهم زيارة مرقد من مراقدهم ردد دون وعي و تأمل في لوح سبورة الصلاة التي انتهى منها للتو ان ذلك بدعة. فعجبا كل العجب و ما اشد هذا العجب