الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل‭ ‬تفيد‭ ‬ايران‭ ‬من‭ ‬الصفقات‭ ‬الترامبية؟

بواسطة azzaman

هل‭ ‬تفيد‭ ‬ايران‭ ‬من‭ ‬الصفقات‭ ‬الترامبية؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

بعد‭ ‬الانتهاء‭ ‬من‭ ‬ملف‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية‭ ‬في‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬باتت‭ ‬وشيكة،‭ ‬والسيطرة‭ ‬الامريكية‭ ‬على‭ ‬نصف‭ ‬ثروة‭ ‬المعادن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬النادرة‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬مقايضة‭ ‬الدعم‭ ‬والحكم‭ ‬بالمال‭ ‬والثروة،‭ ‬سيكون‭ ‬الملف‭ ‬الإيراني‭ ‬مرشحاً‭ ‬قوياً‭ ‬للسخونة‭ ‬بيد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬كل‭ ‬بنود‭ ‬الملف‭ ‬جاهزة‭ ‬وتنتظر‭ ‬التفعيل‭. ‬فالشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬فيه‭ ‬قضية‭ ‬ذات‭ ‬متطلبات‭ ‬عاجلة‭ ‬للمعالجة،‭ ‬إذ‭ ‬انّ‭ ‬وضع‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬سيكون‭ ‬بأيدي‭ ‬مصرية‭ ‬عربية‭ ‬وتحت‭ ‬النظرين‭ ‬الأمريكي‭ ‬والإسرائيلي،‭  ‬كما‭ ‬انّ‭ ‬ملف‭ ‬لبنان‭ ‬بات‭ ‬قيد‭ ‬التعامل‭ ‬الفني‭ ‬الإداري‭ ‬الدولي‭ ‬كإصلاح‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭ ‬لعودة‭ ‬المساعدات‭ ‬وما‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تسويات‭ ‬داخلية،‭ ‬لكن‭ ‬ملف‭ ‬الحرب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬له‭ ‬وجود‭ ‬في‭ ‬المدى‭ ‬المنظور،‭ ‬لعشرين‭ ‬سنة‭ ‬في‭ ‬الأقل،‭ ‬وهي‭ ‬المدة‭ ‬التقريبية‭ ‬لإعادة‭ ‬الاعمار‭ ‬واستمرارية‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المدمرة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان،‭ ‬لاسيما‭ ‬ان‭ ‬سوريا‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬وضع‭ ‬خاص‭ ‬يعوق‭  ‬إعادة‭ ‬اية‭ ‬استراتيجيات‭ ‬قديمة‭ ‬شغلت‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭.‬

لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬القريب‭ ‬العاجل‭ ‬سوى‭ ‬ملف‭ ‬ايران،‭ ‬وهو‭ ‬مرتبط‭ ‬بالحسم‭ ‬المؤكد‭ ‬في‭ ‬الحقبة‭ “‬الترامبية‭” ‬لا‭ ‬محالة،‭ ‬واذا‭ ‬تعداها‭ ‬الى‭ ‬فترة‭ ‬رئاسية‭ ‬مقبلة‭ ‬فإنّ‭ ‬كل‭ ‬الشيء‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬عليه‭ ‬سيطرة،‭ ‬وقد‭ ‬تقع‭ ‬حرب‭ ‬كبيرة‭ ‬وتنفلت‭ ‬الاوضاع،‭ ‬ذلك‭ ‬انّ‭ ‬مناخ‭ ‬الصفقات‭ ‬الموجود‭ ‬لدى‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬لن‭ ‬يتكرر‭ ‬بسهولة‭ ‬في‭ ‬حقبة‭ ‬مقبلة،‭ ‬وانّ‭ ‬ايران‭ ‬مدعوة‭ ‬للإفادة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المناخ‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬ازمتها‭ ‬الجدية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتفاقم‭ ‬وتودي‭ ‬بنظامها‭ ‬السياسي‭ ‬بسرعة‭ ‬دراماتيكية‭ ‬غير‭ ‬متوقعة،‭ ‬فإمكانية‭ ‬الخرق‭ ‬الأمريكي‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬لإيران‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬دقيقة‭  ‬متوافرة‭ ‬وهي‭ ‬ليست‭ ‬اقل‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬اغتيال‭ ‬اسماعيل‭ ‬هنية‭ ‬رئيس‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬مريح‭ ‬تحركت‭ ‬عبره‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خطأ‭ ‬واحد‭.‬

ايران‭ ‬امام‭ ‬فرصة‭ ‬تاريخية،‭ ‬قد‭ ‬ترتكب‭ ‬الخطأ‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬في‭ ‬اضاعتها‭  ‬وهذا ‬احتمال‭ ‬وارد‭ ‬برغم‭ ‬ضعفه،‭ ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬انتحاراً‭ ‬لنظامها‭ ‬السياسي‭ ‬واكمالاً‭ ‬لرسم‭ ‬خارطة‭ ‬جديدة‭ ‬نهائية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬تشمل‭ ‬العراق‭ ‬حتماً‭ ‬بوصفه‭ ‬في‭ ‬المعيار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬ملفا‭ ‬تابعا‭ ‬وليس‭ ‬محورياً‭ ‬ورئيسياً‭.‬

بلا‭ ‬شك،‭ ‬انّ‭ ‬ايران‭ ‬تعي‭ ‬أهمية‭ ‬الفرصة‭ ‬وتريد‭ ‬الضغط‭ ‬لأقصى‭ ‬حد‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬اقصى‭ ‬مكاسب‭ ‬عندما‭ ‬تحين‭ ‬ساعة‭ ‬التسوية،‭ ‬لكن‭ ‬ليست‭ ‬الأمور‭ ‬تجري‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬كما‭ ‬تشتهي‭ ‬الرغبات‭ ‬الإيرانية‭ ‬بوجود‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬الرئاسة‭ ‬الامريكية،‭ ‬والوقت‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬ايران‭.‬

 

fatihabdulsalam@hotmail.com


مشاهدات 83
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/02/22 - 1:46 PM
آخر تحديث 2025/02/22 - 9:03 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 529 الشهر 12165 الكلي 10407536
الوقت الآن
السبت 2025/2/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير