فاتح عبد السلام
ما يقوله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انه سيقيم احتفالاً كبيراً في المنطقة بتوقيع الاتفاق النووي السلمي مع ايران، ينطلق من وجهة نظره في سير ما تريده واشنطن كما تحب من خطوات تخضع لها ايران خضوعا كاملا ينتهي بتوقيع يشبه الاستسلام للإيرانيين والنصر للأمريكان. ولو كان الامر على هذه السهولة في تهيئة الأنخاب استعداداً للتوقيع الكبير لما تحمّلت إيران صاحبة المشروع والعقيدة، العقوبات الامريكية التي تدخل في عهد ترامب نفسه حيز الضغوط القصوى.
بدت الدهشة واضحة على وجه أي متابع لتصريحات ترامب، ولمّا يزل رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو يدور في أروقة زيارته الأخيرة لواشنطن، حتى يخيل للمراقب ان نتانياهو جاء ليوصيه خيراً بايران او انّ نتانياهو وصل الى طريق مسدود في طلب الدعم الامريكي في عملية عسكرية ضد النووي الإيراني. وهذا لا يمنع القول انّ كل الذي جرى التصريح به هو الظاهر من المشهد الذي لم يكن كاملا يوماً ما في النيات الاستراتيجية الامريكية او الإسرائيلية، وكذلك لدى ايران.
هناك لغة جديدة على لسان ترامب فيها ترغيب ومديح للإيرانيين يصل الى حد تجاهل الملفات الأخرى المختلف عليها معهم والتي تتصل بالنفوذ في الشرق الأوسط وتهديد إسرائيل. لكن هذه اللغة الجديدة مشروطة بالاستجابة الإيرانية بما يحسم كل الوقت الضائع وصولاً لتوقيع اتفاق ينهي صداع المنطقة، ولعلها ستكون «الساعة الموعودة المباركة» التي سيقود خلالها الولائيون في العراق ذلك الاحتفال الكبير الذي يبشر به ترامب، لأنها تعني بعبارة فصيحة ساعة النجاة من السكين.
مع ذلك يبقى التساؤل الواقعي المشتق من تداعيات افرزتها الحرب الأخيرة في لبنان وغزة ، مَن سينجو من السكين قبل الآخر، الأصل أم الأذرع؟