الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الى‭ ‬مَن‭ ‬يلجأ‭ ‬العراقي؟

بواسطة azzaman

الى‭ ‬مَن‭ ‬يلجأ‭ ‬العراقي؟

فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام

 

اذا‭ ‬حدث‭ ‬اضطراب‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬سببه‭ ‬حرب‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬ايران،‭ ‬او‭ ‬اذا‭ ‬نشبت‭ ‬اضطرابات‭ ‬مفتعلة‭ ‬داخل‭ ‬العراق،‭ ‬فكيف‭ ‬ستدار‭ ‬دفة‭ ‬عمليات‭ ‬الوقاية‭ ‬والتجنيب‭ ‬من‭ ‬امتداد‭ ‬حرب‭ ‬خارجية‭ ‬الى‭ ‬البلاد،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬إدارة‭ ‬عمليات‭ ‬اطفاء‭ ‬فتن‭ ‬محلية‭ ‬مرشحة‭ ‬للاشتعال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فتيل‭ ‬خارجي‭ ‬غالباً؟

ما‭ ‬قاله‭ ‬زعيم‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬يشير‭ ‬الى‭ ‬استعداد‭ ‬مبكر‭ ‬لتفادي‭ ‬أي‭ ‬اضطراب‭ ‬أو‭ ‬فتنة‭ ‬أو‭ ‬حرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الانصات‭ ‬للمرجعيات‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬النجف،‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬تأهيل‭ ‬مناسب‭ ‬للدولة‭ ‬العراقية‭ ‬في‭ ‬استيعاب‭ ‬أي‭ ‬حدث‭ ‬تاريخي‭ ‬جديد‭. ‬وهذا‭ ‬أيضاً‭ ‬لن‭ ‬يشمل‭ ‬أجزاء‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يستطيع‭ ‬التكهن‭ ‬الان‭ ‬بكيفية‭ ‬تصرفها‭ ‬في‭ ‬المنعطفات‭ ‬التاريخية‭ ‬المفاجئة‭ ‬اذا‭ ‬وقعت؟

في‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬الجو‭ ‬المختلط،‭ ‬تبدو‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬عدة‭ ‬مرجعيات‭ ‬إجرائية‭ ‬فورية‭ ‬عند‭ ‬حدوث‭ ‬الاضطراب‭ ‬المتوقع،‭ ‬المرجعية‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭  ‬مرجعية‭ ‬المواطن‭ ‬العراقي‭ ‬الذاتية‭  ‬في‭ ‬عقله‭ ‬ونفسه‭ ‬وخياراته‭ ‬العائلية،‭ ‬اذ‭ ‬اثبتت‭ ‬التجارب‭ ‬غالبا‭ ‬ان‭ ‬الفرد‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬ينجو‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬اختلاط‭ ‬الأوراق،‭ ‬وكل‭ ‬فرد‭ ‬او‭ ‬تكوين‭ ‬عائلي‭ ‬صغير‭ ‬عليه‭ ‬ان‭ ‬يتخذ‭ ‬قرار‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬ذاته‭ ‬بحسب‭ ‬إمكاناته‭.‬

والمرجعية‭ ‬الثانية‭ ‬هي‭ ‬قوانين‭ ‬السلطة‭ ‬وبنيان‭ ‬الدولة‭ ‬وطريقة‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬الاحداث‭ ‬الناشبة،‭ ‬والاجابات‭ ‬الوافية‭ ‬على‭ ‬سؤال‭: ‬هل‭ ‬تمتلك‭ ‬السلطة‭ ‬ثقلا‭ ‬في‭ ‬اقناع‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬انها‭ ‬هي‭ ‬المرجعية‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يلجأ‭ ‬اليها‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬الازمات؟

تحذير‭ ‬السيد‭ ‬زعيم‭ ‬التيار‭ ‬الصدري‭ ‬يشير‭ ‬ضمنا‭ ‬الى‭ ‬جهات‭ ‬أخرى‭ ‬لها‭ ‬قوة‭ ‬السلاح،‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬تصبح‭ ‬مرشحة‭ ‬كمرجعية‭ ‬أمر‭ ‬واقع‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مقدمات‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مشكلة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬حل‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬هي‭ ‬التنظيمات‭ ‬المسلحة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالخارج‭ ‬مع‭ ‬السلاح‭ ‬غير‭ ‬المرتبط‭ ‬بالدولة‭.‬

في‭ ‬كل‭ ‬الأحوال،‭ ‬هناك‭ ‬عدم‭ ‬ثقة‭ ‬لدى‭ ‬المجتمع‭ ‬بوجود‭ ‬كلمة‭ ‬موحدة‭ ‬للدولة‭ ‬العراقية‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬القسمة‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬رقم‭ ‬اخر‭. ‬هذا‭ ‬مربط‭ ‬الفرس‭ ‬في‭ ‬هواجس‭ ‬الخطورة‭ ‬التي‭ ‬تناب‭ ‬أي‭ ‬متأمل‭ ‬للمشهد‭ ‬العراقي‭ ‬المغلف‭ ‬بالهالات‭ ‬الوهمية‭ ‬والشارات‭ ‬التزينية‭ ‬والمناسبات‭ ‬القابلة‭ ‬لانفراط‭ ‬عقدها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬ازمة‭.‬

fatihabdulsalam@hotmail.com

 


مشاهدات 63
الكاتب فاتح‭ ‬عبد‭ ‬السلام
أضيف 2025/03/22 - 12:13 AM
آخر تحديث 2025/03/23 - 8:25 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 297 الشهر 13191 الكلي 10574140
الوقت الآن
الأحد 2025/3/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير