فاتح عبد السلام
اذا حدث اضطراب جديد في الشرق الاوسط سببه حرب مباشرة مع ايران، او اذا نشبت اضطرابات مفتعلة داخل العراق، فكيف ستدار دفة عمليات الوقاية والتجنيب من امتداد حرب خارجية الى البلاد، وكيف يمكن ان تكون إدارة عمليات اطفاء فتن محلية مرشحة للاشتعال من خلال فتيل خارجي غالباً؟
ما قاله زعيم التيار الصدري يشير الى استعداد مبكر لتفادي أي اضطراب أو فتنة أو حرب من خلال الانصات للمرجعيات الدينية في النجف، في مؤشر لعدم وجود تأهيل مناسب للدولة العراقية في استيعاب أي حدث تاريخي جديد. وهذا أيضاً لن يشمل أجزاء أخرى من العراق لا أحد يستطيع التكهن الان بكيفية تصرفها في المنعطفات التاريخية المفاجئة اذا وقعت؟
في ضوء هذا الجو المختلط، تبدو في الساحة عدة مرجعيات إجرائية فورية عند حدوث الاضطراب المتوقع، المرجعية الأولى هي مرجعية المواطن العراقي الذاتية في عقله ونفسه وخياراته العائلية، اذ اثبتت التجارب غالبا ان الفرد عليه ان ينجو نفسه في أوقات اختلاط الأوراق، وكل فرد او تكوين عائلي صغير عليه ان يتخذ قرار المحافظة على ذاته بحسب إمكاناته.
والمرجعية الثانية هي قوانين السلطة وبنيان الدولة وطريقة تعاملها مع الاحداث الناشبة، والاجابات الوافية على سؤال: هل تمتلك السلطة ثقلا في اقناع المجتمع في انها هي المرجعية الأساسية التي يجب ان يلجأ اليها المواطن في الازمات؟
تحذير السيد زعيم التيار الصدري يشير ضمنا الى جهات أخرى لها قوة السلاح، من الممكن ان تصبح مرشحة كمرجعية أمر واقع في ظل مقدمات عن وجود مشكلة ليس لها حل في البلاد هي التنظيمات المسلحة المرتبطة بالخارج مع السلاح غير المرتبط بالدولة.
في كل الأحوال، هناك عدم ثقة لدى المجتمع بوجود كلمة موحدة للدولة العراقية لا تقبل القسمة على أي رقم اخر. هذا مربط الفرس في هواجس الخطورة التي تناب أي متأمل للمشهد العراقي المغلف بالهالات الوهمية والشارات التزينية والمناسبات القابلة لانفراط عقدها في أي ازمة.