فاتح عبد السلام
ماذا يمتلك العرب من عناصر قوة لكي يظهروها في قمتهم العربية الطارئة في القاهرة او القمة العربية العادية المقبلة في حال انعقادها؟
والمقصود بالقوة هنا، الإمكانات والمواقف التي تؤثر على إسرائيل تحديدا، فليس هناك أي محور تدور حوله القمم العربية سوى ما يتصل بإسرائيل، بدءا من قمة الخرطوم بعد شهرين من نكسة حزيران 1967 وعرفت بذات اللاءات الثلاثة، لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض ، وعبوراً الى قمة بغداد في العام 1978 في اعقاب زيارة الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات الى تل ابيب وتوقيع معاهدة السلام ومن ثم إعلان المقاطعة العربية لمصر. وبعدها مروراً بالمبادرة العربية ذات المقترح السعودي لحل الدولتين شرطاً للتطبيع مع إسرائيل، وذلك في قمة بيروت العام 2000، وصولاً الى قمة القاهرة الطارئة 2025 لبحث معالجات” فنية” لآخر الحروب شبه المستمرة بين إسرائيل وقطاع غزة .
تنوعت الطروحات والنقاشات والمشاريع عبر مسار القمم، واختفى كل شيء مقترن بأطروحة البندقية والتحرير والمقاومة وما يرتبط بها من مفردات انطلقت بقوة وبهرجة مع تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية في العام 1965 وما كان من خوض مصر وسوريا حربين انتهتا بنتائج حولتها القاهرة لمعاهدة سلام وراوحت دمشق مكانها عند قرار وقف اطلاق النار لمجلس الأمن المرقم 242 ، العام 1974.
وبعد ذلك، يبقى السؤال، ماهي عناصر قوة العرب اليوم؟
المتاح للعرب ثلاثة عناصر فقط، الأول هو معاهدة السلام مع إسرائيل الموقعة من مصر والأردن وما لحقها من تطبيع ثانوي، وهذا خط احمر يلوح العرب به لإسرائيل ألا تنتهكه لانه سينسف كل شيء وهو أمر تدرك إسرائيل خطورته.
والثاني، عنصر الجغرافيا « لا التاريخ» في الصلة بالملف الفلسطيني وما يخص جانبي الحرب والسلام فيه. والعنصر الثالث هو الثقل النوعي للسعودية التي تدعو لحل الدولتين من اجل التطبيع مع إسرائيل، وهو تطبيع تتطلع اليه إسرائيل على نحو تاريخي وتحلم بتحقيقه تجاوزاً للحقوق الفلسطينية التي تتمسك بها السعودية وتدافع عنها بحسب منظارها الجديد للسلام، وهو ما تتفق معها به الولايات المتحدة وأوربا ومعظم الدول المؤثرة بالعالم.
الاطروحة التاريخية للعرب لم تتغلب يوماً على الاطروحة الإسرائيلية في معايير الاعلام الدولي، والخرق الوحيد والمحدود كمنجز في الساحات الشعبية الغربية تحقق بعد بشاعة القصف الإسرائيلي في حرب غزة.
ماعدا ذلك، لا يملك العرب «لوبيات” ضغط في السياسة أو الاستخبارات أو الاقتصاد أو العلاقات العامة، وهي الأركان التي تعتمدها إسرائيل في بسط نفوذها العالمي لاسيما في الولايات المتحدة.