بدا المشهدُ تاماً
كاملاً مثل قمر الحصّادين
ما زال الخبز حافياً
والراعي الشرس يسوق قطيع غيوم
الغيوم بيض
والبيض لسن من الصنف الحلوب
يابسات كأنهن أثداء نسوة لاجئات
الشاشة تمطر دماً ودمعاً ومهانة
مسجدٌ في الجوار
يدوزن أذاناً شجياً
هارباً يتلوى على سلّم الصبا
كلبٌ شمّام يأخذ الأب التالف
ويشتله بباب الركام
ليس ثمة مفتاح بيمين الأب
كان قلبه مثل دار مفروشة بالأمل
تبدل المشهد قليلاً
صار الكلب بذيل الدرويش
والدرويش على فوهة الهدم
تذكّر عصاه التي تشبه إبناً مخلصاً
وكاد يتكىء على وهم المعنى
لكنَّ نباح الوفيَّ الأبيض
كان المنقذ المخلّص
لا شيء من رؤيا الليلة البارحة
طفلة مفقودة
وحصانٌ محشوٌّ بالقش
ركامٌ عظيم
ينتظر ماء تشرين
ليصير حديقة أنبياء