الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
راضي يكشف عورات السلطة بدراما جريئة

بواسطة azzaman

راضي يكشف عورات السلطة بدراما جريئة

محمد رسن

الفنان أياد راضي في (كمامات وطن)، عبر مرحلة الابداع، حلق من خلال ادائه في فضاءات الدهشة كطائر نادر، وزار محيطات الذهول، ببريقه وسحره وهو يعيد للفن معناه العميق، بدوره اليوم وكما عودنا الفنان اياد راضي تجرأ على التحليق بعيدًا عن المألوف، بعيدا عن ترند اللحظة وابتذال السوق، لينقش أسمه على جدار الخلود،الموضوعة التي تناولها اليوم اجزم ان اكثر الفنانين ذاقوا مرارة وجعها، فقد عاشرت الكثير من هذه الشخصيات الذين اوغل بهم العوز، منهم على قيد الحياة ومنهم من وافاه الأجل، اليوم أياد راضي يجسد وجعهم وفاقتهم وقيامتهم الأرضية على الشاشة وكأني اراهم بلحمهم ودمهم.

يسلط راضي بؤرة الضوء، على الفنانين المؤمنين بأهمية الرسالة الإنسانية التي تتجسد من خلال الفن السامي، الفنان العصامي الفذ الذي لايساوم ولايهادن ولايتملق ولايتزلف، على حساب رسالته السامية التي يفترض ان ترتقي بالمجتمع، وتنهض بأخلاقياته وسلوكياته من خلال الاعمال الملتزمة التي تعالج القضايا الملحة علاوة على قضايا البلد، وضع الفنان وقيمته المهدورة واضطراره للهجرة واجباره بسبب الفاقة والوضع المأساوي له للقبول بأقل المشاهد التي لاتليق بعلوا شأنه، في زمن كثرت فيه الوجوه العابرة والهامشية،والظاهرة الخطيرة التي هيمنت على جسد الدراما العراقية وهي ظاهرة شراء الذمم، في عملية إنتاج المسلسلات، حيث غدت الشخصيات الهامشية والفاشينسات والمؤسسات الربحية تسيطر على العملية الإنتاجية، وتوجهها بما يخدم مصالحها الضيقة، على حساب القيمة الفنية والفكرية للعمل، هذه الظاهرة التي باتت غير مستهجنة، وعملية «الافساد المنهجي» للفن تجري على قدم وساق، حتى تحولت الدراما من مرآة تعكس قضايا المجتمع وتعبر عن الوجدان الجماعي، الى  سلعة تجارية رخيصة تروج للتفاهة والابتذال والسطحية.

هذا النوع من الإنتاج المسخ، الذي تسيطر عليه شخصيات تملك الأموال وهم الحيتان واعوانهم من الوسط، الذين يتدخلون بكل صغيرة وكبيرة، وكذلك الأدوار التي تتوزع وفق صفقات مع الفنانين وولاة الأمر، ومنفعة متبادلة مع الفنانات وحسب علاقة المنتج الودية معهن! ولا أشمل ألكل، أدى ذلك إلى تفشي أعمال هزيلة، سطحية، خاوية من أي قيمة حقيقية، تتاجر بالإثارة الرخيصة، والمشاهد المبتذلة، والشخصيات الكرتونية الفارغة.

اما نقابة الفنانين فتحتاج الى اعادة ضبط المصنع، فهي بحاجة الى نقابة تحل محلها، فهي مؤسسة  بيروقراطية تقودها عقلية إدارية متكلسة، بعيدة كل البعد عن الحكمة والرؤية.

مؤسسة بيروقراطية تائهة بين الأوراق والمراسلات، دون أدنى اعتبار للحكمة أو المصلحة العامة، وعاجزة عن القيام بأبسط واجباتها تجاه الفن والفنانين، فهي عبء على المهنة بدلًا من أن تكون درعها الحامي، مايدعوا للأسف ان ترى الفنان الحقيقي والذي يستحق أن ترفع له القبعة، لا فقط على أدائه، بل على احترامه لمهنته، تراه وكأنه متسول عند اعتاب النقابة، فنانين كبار يعانون من أزمات صحية ومادية طاحنة دون أن يجدوا أي التفاتة أو وقفة جادة من النقابة التي يفترض بها أن تكون ملجأهم الأول والأخير، وتوفير ضمان صحي لهم او تقاعد للكبار منهم في السن لتوفير حياة كريمة لهم، الغريب ان النقابة لليوم تهتم بنفس الوجوه التي لها الحظوة عند ولاة أمر الفن الجدد.

من مهام النقابة إبراز رموز الفن، وتكريم المبدعين الكبار، والاعتراف بقيمة العطاء الفني، على النقابة ان تقصي دور من يتحكمون بالمشهد الفني، وأن تلعب دورا في دعم المشاريع الفنية ذات القيمة الإبداعية العالية، وتشجيع الأعمال التي ترتقي بالذائقة الفنية وتساهم في تنمية الثقافة الوطنية اضافة الى رعايتهم حتى لاتضطرهم العازة للانخراط في أعمال تهدر وتحط من كرامتهم.لا أن ينشغل النقيب بأمور هامشية، كما شاهدته قبل ايام في برنامج متلفز وهو يدعو بلغة استعلائية مقيتة ونبرة مليئة بالتعالي والفوقية والتسلط على تأديب وتربية احدى الفنانات !.

 


مشاهدات 30
أضيف 2025/03/10 - 3:16 PM
آخر تحديث 2025/03/11 - 5:58 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 422 الشهر 5719 الكلي 10466668
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/3/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير