كان حُلماً أم كانَ وهماً؟
هدير الجبوري
بعض اللحظات ،وبعض الايام، وبعض الاقتراب، وبعض الاهتمام، وبعض الاحلام،
كلها تأتي مرة ولاتتكرر...
تأتي على عجل دون أن تترك لنا فرصة التمتع بجمال وروعة لحظاتها مطولاً
تأتي وترحل قبل أن ترتوي الروح منها
فلماذا كل ماهو جميل يغادرنا بسرعة
ولماذا كل مانحب يرحل أو يموت
ونحن في خضم العيش باللحظات الجميلة
في حياتنا ننسى ان نعيشها كما ينبغي
ولانتمسك بكل ثانية فيها ولانتوسلها ان لاترحل ظناً منا إنها ستدوم للابد
وفجأة يرحل كل شئ
وتخبو الآمال ومعها الخذلان الكبير
وترحل السعادات
ونجد أنفسنا نسقط من أعلى قمة الأمان
لنرتطم برصيف قاسي من الاسى والتخلي ..
كيف فرطنا بلحظاتنا السعيدة
كيف رحل عنا من كانت لحظات العيش معه تهبنا الكثير من الامال بدواخلنا
اين هربت الكلمات منا وأين ضاعت
كيف حلت القسوة والغربة بيننا بعد ان كانت الطمأنينة تجمع بين كلماتنا واحاديثنا ودقائقنا المسروقة من الزمن والبعد وطول المسافات
تراه كان حلماً
الذي عشناه...ام كان وهماً
هل بوسع الكلمات في حياتنا ان لاتصدق
هل بوسعها ان تخون
هل كنا من السذاجة لنظن انها كانت صادقة وهي ليست كذلك...هل حلمنا بشئ لم يكن من حقنا..
بوسع أي شئ في هذا العالم ان يكون كاذباً ومزيفاً
لكن ليس بوسع الاحساس الحقيقي بصدق الكلمات ومايقف خلفها ان يكون واهماً...
نطلب الامان وعندما يتحقق لنا نفرط به ولانتمسك
ننشد الجمال بأيام من اعمارنا ولانحافظ عليها كما ينبغي ان تكون المحافظة
لانعيش اعمارنا ولكن نشعر بالكثير من الأسف عندما نشعر بالكبر يتسلل الى ايامنا ويسرق منا عمراً لم نعشه حقا لاننا ضيعناه باوهامنا ومخاوفنا دون ان نمسك به بقوة
هل كان حلماً ...ام كان وهماً
ذاك الذي باغتنا بلقاءات كان البعد سيدها ،، والمسافات مليكتها والمتحكمة فيها
مَن قال ان الجبال لاتلتقي وان الاحلام ستُقتل وان الاماني ستتبدد
ربما ستلتقي الجبال يوما بلقائنا
وربما ستنهض الاحلام من رقادها وتزهر
وربما ستشدنا الاماني اليها لنعاود الحلم
وربما ستعود كلماتنا لنقولها انقى مما كنا نقول واصدق مما كنا نعنيها
وستطول دقائق العمر بيننا لتصبح عمراً جديداً نحلم ان نعيشه كما وددنا
ربما سيصبح الحلم حقاً حلماً...
والوهم سيظل وهماً ولن يتقاطع مع الحلم....