الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران: التداعيات الإقليمية للنجاح أو الفشل

بواسطة azzaman

المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران: التداعيات الإقليمية للنجاح أو الفشل
ادهم ابراهيم


لم يحقق الرئيس الأميركي ترامب خلال المائة يوم من ولايته سوى القليل من الانجازات ، سواء في وعوده بايقاف الحرب بين أوكرانيا وروسيا.  او في نزع فتيل الصراع في غزة، كما لم ينجح في تحقيق مقاربات مع التنين الصيني بشأت حرب الرسوم التجارية . ويحاول الان تجربة حظه في المفاوضات مع إيران للحصول على "صفقة أفضل" من الاتفاق النووي لعام 2015 رغم  معارضة حليفه نتنياهو الذي يرغب في توجيه ضربة للمفاعلات النووية بدل العودة الى ملف المفاوضات .
ومنذ بدايتها واجهت الجهود المبذولة لإحياء المفاوضات بشأن البرنامج النووي لطهران العديد من العقبات الدبلوماسية والاستراتيجية، مما يهدد التقدم الهش الذي تم تحقيقه في الأشهر الأخيرة . ومع تعثر المفاوضات ، هناك عوامل اقليمية ومحلية تزيد من التعقيد ، وتؤكد على المخاطر الكبيرة التي تهدد الاستقرار في الشرق الأوسط .
وتكمن إحدى التحديات الأساسية في التباين في النهج بين واشنطن وطهران. في حين تسعى الولايات المتحدة إلى التوصل إلى اتفاق تدريجي يفرض قيوداً على تخصيب اليورانيوم ويعيد فرض عمليات التفتيش الدولية، طلبت إيران تخفيف العقوبات على الفور وتقديم ضمانات أمنية. وقد أدت هذه التوقعات المتناقضة إلى إطالة أمد الجمود الدبلوماسي، على الرغم من جولات متقطعة من الحوار غير المباشر بوساطة عربية واوروبية .
ومما يزيد من تعقيد موقف واشنطن الأداء الضعيف الذي قدمه ويتكوف في الآونة الأخيرة، وهو شخصية رئيسة في فريق إدارة ترامب في الشرق الأوسط. ويشير المنتقدون إلى افتقاره إلى اتجاه استراتيجي واضح وعجزه عن توحيد الحلفاء مما قد يضعف النفوذ الأميركي على طاولة المفاوضات.
وفي الوقت نفسه، أعربت إسرائيل عن معارضتها الشديدة لأي اتفاق قد يضفي الشرعية على البنية التحتية النووية الإيرانية، ويفشل في الوقت نفسه في معالجة التهديد الأساسي الذي تشكله أجهزة الطرد المركزي المتقدمة . ولم تستبعد الحكومة الإسرائيلية القيام بعمل عسكري أحادي الجانب في حال فشل الدبلوماسية، مما أثار مخاوف من التصعيد .
إن إحدى النقاط الفنية العالقة في المفاوضات هي تفكيك البنية التحتية للمفاعل النووي الإيراني. وعلى النقيض من الاتفاقات السابقة، فإن الإطار الحالي لا يجبر إيران على إغلاق منشآتها الرئيسية بشكل لا رجعة فيه. ويحذر المحللون من أنه حتى لو تم تعطيل أجهزة الطرد المركزي مؤقتا، فإن القدرة الأساسية لاستئناف تخصيب اليورانيوم لأغراض صنع الأسلحة ستظل سليمة.
ويزيد من هذا التحدي ترسانة إيران  من الصواريخ الباليستية، والتي تقع خارج نطاق الاتفاق النووي السابق عام 2015 ، وتمثل تهديدا مباشرا للدول المجاورة . وقد ضغطت الولايات المتحدة وحلفاؤها من أجل إدراج هذه الصواريخ في أي اتفاق مستقبلي، وهو المطلب الذي رفضته طهران بشكل قاطع .
إن تداعيات هذه القضايا التي يصعب حلها ستؤثر على امن الشرق الأوسط، وعلى الاخص في العراق الذي سيصبح عالقا بين النفوذ الإيراني والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة . وعلاوة على ذلك فإن احتمال تجدد العقوبات أو الصراع العسكري من شأنه أن يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة .
وتدعم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، بحذر التوصل إلى اتفاق لتجنب الحرب. ومع ذلك، فمن المرجح أن يسعوا إلى الحصول على ضمانات أمنية أميركية أقوى ضد النفوذ الإيراني . 
إن نجاح أو فشل المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران من شأنه أن يعيد تشكيل خارطة الشرق الأوسط . حيث إن الاتفاق قد يمنع الحرب ولكنه قد يعطي لايران نفوذا اوسع في المنطقة ، خصوصا بعد رفع العقوبات عليها . وفي المقابل فإن الانهيار يهدد باندلاع مواجهة عسكرية، وصراعات بالوكالة. ومع تأجيل الجولة المقبلة من المحادثات "لأسباب لوجستية"، تظل المنطقة في حالة من التوتر، في انتظار حدوث اختراق حاسم أو انهيار . 
ادهم ابراهيم

 


مشاهدات 123
الكاتب ادهم ابراهيم
أضيف 2025/05/07 - 3:51 PM
آخر تحديث 2025/05/08 - 1:05 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 630 الشهر 9351 الكلي 11003355
الوقت الآن
الخميس 2025/5/8 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير