عندما تغادرك الشمس
مهدي سهم الربيعي
عندما تغادرك الشمس ..
يُتمتم النهار بآخر أنفاسه ..
ويرتعش الضوء على أطراف النوافذ ..
كطفل يلوح مودعاً أمه ..
عندما تغادرك الشمس ..
تنسحب الألوان من الشوارع رويداً ..
كأن المدينة تخلع ثوبها على مهل ..
يغدو الهواء ثقيلاً بالترهات ..
محملًا بأحجيات لم تُحل ..
عندما تغادرك الشمس ..
تُفتح أبواب الحنين على مصراعيها ..
ويبدأ القلق سرد حكاياته الطويلة ..
عن غرباء .. مروا بلا أثر ..
عن قلوب ..
خبأت وجوهها في السكون .
عندما تغادرك الشمس ..
يرتجف البحر تحت وطأة الغياب..
ويحدق الموج في الفراغ ..
بحثاً عن نور يرشده ..
أو ضوء يبرر الظلام ..
عندما تغادرك الشمس ..
يبقى في الأفق أثرٌ من ضحكتها ..
كأنها تعد بالعودة ..
لكن الليل وحده يعرف السر ..
ويكتفي بالغموضِ جواباً
عندما تغادرك الشمس ..
يتسلل البرد إلى أنفاس المساء ..
تتعرى الطرقات من خطوات العابرين ..
ويبحث القمر عن دفءٍ في الذاكرة.
=====================