المطر يكشف الفساد
علي إبراهـيم الدليمي
ننزعج جداً.. جداً.. ونحن نسمع بشكل دائم، من مسوؤلين كبار، في الحكومة، أو من زوجاتهم، أو من أبناؤهم، أو... بانهم قدموا للعراق أو لمحافظاتهم، خدمات جليلة خالدة لا تعد ولا تحصى، في البنى التحتية، والفوقية، تضاهيء، ما قدمته الدول المتقدمة لبلدانهم!!
قد تنطلي على الأكاذيب (إعلامياً) على الذين لم يطلعوا على واقع البلاد الحقيقي، ولكن علينا، لا تنطلي، بل لا نقتنع بها أساساً.. لأننا نعرف “البير وغطاه”..
فما زالت مجاري وشوارع العراق عموماً لم تتغير نهائياً منذ العام 2003، وحتى اليوم. رغم اننا بحاجة إلى مياه الأمطار لتحيي بها أرضينا الجافة، ولكننا ندعو الله دائماً، بعدم حصول المطر علينا، لأننا نعرف مسبقاً، المعاناة الكبيرة التي يسببها لنا المطر، من مضرة كبيرة، وليس من منفعة، من خلال فيضان الشوارع الرئيسية والفرعية، ودخوله إلى بيوتنا “المتعبة أصلاً”، وقطع الشوارع، وتعطيل المدارس، بسبب التماس أسلاك الكهرباء التي تتقطع وتقع في الماء، مما تسبب في سقوط ضحايا كثيرة.
مليارات الدولارات صرفت على تأهيل وصيانة المجاري والشوارع، ولكن بمجرد (زخة) مطر تطفوء على السطح (ملفات الفساد) الكبيرة.. ولا من حسيب أو رقيب عليها، ليبقى الحال كما هو، ويبقى الشعب هو من يدفع ضريبة النتائج الوخيمة لهذا الفساد الكبير!