الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 أزمة الاعتراف بشهادات طلبة العراق في تركيا... مستقبل يضيع بين القرارات

بواسطة azzaman

 أزمة الاعتراف بشهادات طلبة العراق في تركيا... مستقبل يضيع بين القرارات

عبدالرحمن سهيل نجم الجبوري

 

في السنوات الأخيرة وجد آلاف الطلبة العراقيين الدارسين في تركيا أنفسهم في مواجهة أزمة معقدة تهدد مستقبلهم الدراسي والمهني، بعد أن رفضت وزارة التربية العراقية معادلة شهاداتهم الثانوية الصادرة عن مدارس دولية وأهلية تركية، رغم أن هذه المدارس معترف بها رسميًا داخل تركيا، وأن خريجيها التحقوا بجامعات مرموقة هناك.

القصة بدأت مع قرارات هيئة الرأي في وزارة التربية التي شددت على عدم الاعتراف بعدد كبير من المدارس خارج العراق. لكن المثير للجدل أن الوزارة، وبعد أكثر من 11 عامًا على تطبيق هذه القرارات، أرسلت بتاريخ 2024/11/18 كتابها المرقم (25327/2/419) إلى السفارة العراقية في أنقرة تسأل فيه عن طبيعة النظام التربوي التركي، ما أثار تساؤلات حول الأساس الذي استندت عليه في اتخاذ قرارات مصيرية تخص آلاف الطلبة.

الأزمة تفاقمت أكثر بعد توقيع الوثيقة القياسية بين العراق وتركيا بتاريخ 2025/5/8، والتي نصّت صراحةً على اتفاقيات تعاون في مجال التعليم والاعتراف المتبادل بالشهادات، إلى جانب تنظيم العودة الطوعية للعراقيين. لكن المفارقة أن العراق، وهو طرف موقّع على هذه الوثيقة، يخرقها عمليًا بعدم الاعتراف بشهادات خريجي المدارس التركية المعتمدة. هذا الخرق جعل مستقبل الطلبة معلقًا: فهم لا يستطيعون إكمال دراستهم في تركيا بسبب رفض الإقامات، ولا يتمكنون من التسجيل في الجامعات العراقية بسبب موقف وزارة التربية.

أمام هذا الواقع المأساوي، تحرك البرلمان العراقي عبر لجنة التربية النيابية، حيث وجهت د. سعاد الوائلي، رئيسة اللجنة، كتابها المرقم (748) بتاريخ 2025/8/3 إلى وزارة التربية مطالبة بحل عاجل للقضية. وبعدها بأيام، عزز النائب الأول لرئيس اللجنة، الأستاذ محمود حسين القيسي، هذا الموقف بكتابه المرقم (4988) بتاريخ 2025/8/5، مؤكدًا ضرورة إصدار قرار سريع بمعادلة الشهادات قبل إغلاق أبواب التسجيل في الجامعات.

حتى هذه اللحظة، يقف آلاف الطلبة بين المطرقة والسندان: لا تركيا تستقبلهم، ولا العراق يعترف بشهاداتهم، رغم أن هناك وثيقة رسمية دولية تُلزم العراق بالاعتراف بها. إننا أمام أزمة لا تمس التعليم فقط، بل تمس العدالة الاجتماعية وحق المواطن في الحصول على فرص متكافئة، فضلًا عن خرق واضح لاتفاق دولي موقّع.

اليوم، لم يعد أمام الحكومة ووزارة التربية أي عذر بعد وصول كتب رسمية من أعلى سلطة رقابية في التربية. الكرة في ملعب رئيس الوزراء ووزير التربية، والتاريخ لن يرحم من تسبب في ضياع جيل كامل درس وتعب وأمل أن يخدم وطنه.
وعليه فإننا نطالب السيد رئيس الوزراء بالتدخل الفوري والعاجل لحل هذه القضية، وإنصاف آلاف الطلبة قبل فوات الأوان وضياع مستقبل اكثر من 3000 طالب وطالبه من ابناء هذا البلد .


--


مشاهدات 413
الكاتب عبدالرحمن سهيل نجم الجبوري
أضيف 2025/08/21 - 4:13 AM
آخر تحديث 2025/08/22 - 12:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 313 الشهر 15774 الكلي 11410860
الوقت الآن
الجمعة 2025/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير