نصان
محمد حسين الداغستاني
١. جدائل الوقت
دقًت الساعة وأم حمادة في الزلزلة
ها .. جديلتها تسفح على الهلال الممشوق فوق الماذنة
أيتها المبللة بندى الفجر الوضاح
لنتبادل الأدوار في توهج المسافات ،
ونركن مع غزاة الأفئدة الى فيئ الصبوة.
لكني وحدي أدرك أن العصر يلفظ الساهين
سكارى الدروب الموحشة ،
وفي عز العودة إلى الموضوع المباح
تنتحر دون وجل ..
موجبات الصبر وعصف الأشياء !
***
تمرد الصمتُ
فإنهمر النجيع كالمزنة على الميدان
جمراً أينعت في الشريان
والمدينة تذبح أبناءها
وتشعل النار في الصرخة الوجعانة
وتتسلل عبر الصليب المطعون
مارقةً كالبرق في رئة النسيان
كيف تكتظ روائح الدم خلف الصبر المرعوب ؟
كيف تفلّ القيود اسارها ؟
آه. .. دقت الساعة حبيبتي ،
تمرد الصمت
وسقطت النجمة من عليائها
على المدار المخضوب. !
***
توقفت الساعة
إندلقت الغنوة في خضم السعير
كالوطن المبكر إذ يأفل القمر الساهر
في المعمعة
تريث أيها المحارب الماكر
محمد في النعش ،
في زمهرير الوجع ،
محمد * في الكينونة ..
يكابر !
—--
الطفل الشهيد محمد الدرة أيقونة اإنتفاضة الأقصى والذي إستشهد في حضن والده في قطاع غزة قبل ٢٤ عاما والمشهد يتكرر يوميا .
٢. الغد المرتهن
في شقه الأيسر ، تترشح سريرتي ...
في نميمتي وإنهماكي، وفي تلك الفاجعة المنتقاة
غبشٌ يلثمُ جرحه النزاف في البرية....
دغلٌ يهمس بالحزن في أسحار الله المرئية .
فاُبعث مع الجذور عميقاً
أبعث مع البحار المستحيلة...
ووجهي تائهاً يبحث عن مرأةٍ سحرية
باسطاً ، قابضاً، مشرفاً على الهلاك .
فأمد يدي ، شراييني ، بعض إدراكي وجنوني
وارتّد ثانية مع النادمين
إلى الحي المنخور
مع السادرين والشاخصين والعابثين في الزمن المقرور .. لكن أناملي تتورم بحثاً في بقايا المفزوعين
عن ضميرٍ يأن، عن غدٍ مرتهن
عن إنسان ...
في شقه الأيسر أودعتُ سريرتي
وفي شقه الأيمن يكمن مقتلي !