البورجوازية والموقف من التغيير الاجتماعي

 حاكم محسن محمد الربيعي

 البورجوازية هي  الطبقة المسيطرة في المجتمع الرأسمالي , وتعيش على ما ينتجه العمال  بأجر غير مكافئ للجهود التي يبذلونها في العمل ومن أجل الانتاج المرضي للبورجوازي مالك وسائل الانتاج  , وقد وضح  كارل ماركس مفهوم البورجوازية بآتها هي الطبقة الاجتماعية المهيمنة في البلدان الرأسمالية بحكم سيطرتها على وسائل الإنتاج واستغلالها الطبقة الكادحة (البروليتاريا) بالإبقاء على الأجور في أدنى مستوياتها محققة بذلك هدفا مزدوجا, فمن ناحية تُبقي كلفة الإنتاج منخفضة بما يضمن هامش ربح أكبر، ومن ناحية أخرى تُبقي الطبقة الكادحة ضعيفة نظرا لتواضع دخلها. وقد قسم لينين هذه الطبقة الى فئات  , هي البورجوازية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة , حسب نوع ملكيتها لوسائل الانتاج المتنوعة , وهي  تسيطر  على المجتمع واتهيمن على السلطة وتسخرها لمصالحها  , وبالتالي فهي على استعداد لمقاومة كل التوجهات التي من شأنها التحرر من الهيمنة البورجوازية وسلطتها التي تعمل في خدمة هذه الطبقة والامثلة على ذلك كثيرة , ويشاع ان حكم هذه الطبقة حكم ديمقراطي وكما هو سائد في المجتمع الامريكي والغربي على السواء , ويعتقد البعض ان هذه المجتمعات هي ديمقراطية حقيقية , والتي تعني حكم الشعب من قبل الشعب  على اعتبار ان المرشحين يمثلون الشعب , في حين في حقيقة الامر يكون المرشحين من الاثرياء  البورجوازيين ويحصل دعم لهم  وحشد الناس  لترشيحهم وبالتالي  فوز هؤلاء وهم لا يمثلون الا طبقتهم , وهناك ما يشاع عن الديمقراطية والتي يعتقد البعض انها ديمقراطية حقيقة وهي خلاف ذلك , اذ ان كل ماله علاقة بالسلطة والمال بأيدي هذه الطبقة وبالتالي ديمقراطية هذه الطبقة هي تكلم ايها المواطن ما تريد , المال والسلطة بأيدينا وهكذا هي المجتمعات العربية , الامريكية والاوربية ,أما  التغير الاجتماعي فهو يعني  فكرة التقدم الاجتماعي أو التطور الثقافي - الاجتماعي، وهي الفكرة الفلسفية بأن المجتمع يتحرك للأمام من خلال وسائل تطورية, و يهدف  التغير الاجتماعي أيضاً إلى التغير الإيحائي في التركيبة الاجتماعية الاقتصادية. وأيضا الثقافية المؤثرة في تغيير وعي المواطنين باتجاه متقدم وهي معرفة واجباتهم ومعرفة مالهم من حقوق وبالتالي المطالبة بها من خلال التوجه بالدعوات الى السلطة القائمة , وبالتالي ممارسة حقس  ؤ لائق وتحقيق الامن والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكل  الخدمات ذات الصلة بحياة الناس  . ان  هذه الحقوق لو تم تحقيقها من الحكومات للمواطنين بشكل متساوي , واشعار الجميع بانهم متساوون امام القانون وهي مفردة منصوص عليها في دساتير أغلب الدول لكنها باقية حبر على ورق في بعض الدول ذات الحكومات المتسلطة والدكتاتورية , لو تحققت لكان الحال مختلف على مستوى المجتمعات , حيث سيؤدي ذلك الى الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي , لكن البورجوازية التي تخشى على مواقعها , تقف بالضد من هذه التوجهات , لا نها تعتقد ان الوعي لدى المواطن يجعله يطالب بحقوقه المهدورة من قبل البورجوازية ذاتها , لذلك  تعمل بالضد من أي توجهات على مسار التغيير الاجتماعي , اذ ان اصول البورجوازية منها الموروث ومنها من جماعات الثراء السريع , وغالبيتها   لم يأتي ثراءها عن طرق الثراء السليمة , لذلك  تقف بالضد  لكل ماله علاقة بالتغيير الاجتماعي. ويبقى للحكومات الوطنية الدور الاكبر في القضاء على الاخلال في  سياسة توزيع الثروة الوطنية وفقا للعدالة الاجتماعية التي تعمل على الاستقرار في كل المجالات ,