الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
 لوّحٌ جديد

بواسطة azzaman

 لوّحٌ جديد

عبدالمنعم حمندي 

 

في التراب القديم ،  رأيتُ  بقايا  صُوَرْ

لغةً كان ينقشها الحالمون

لفجرٍ  أغرّْ

يصعدون الى الشمسِ ،

يزدرعون الضياءَ بجوفِ الظلام ،

وفي القحط يستنفرون المطرْ

كلّما جفَّ لحنٌ برملِ الغناءِ

أطلّ من الناي شدوٌ غريبٌ ،

وكاد الصهيلُ يكلّمُ 

في اللوّح نقشَ الحجرْ

  : أيها الصاعدون الى الشمس،

حُلم الفراشات ، حلمٌ قديمٌ

يقضُّ  عظام الصدور

وبوح اللُقى  والنهرْ

.. انّ تاريخنا حافلٌ بالأسى والثبور

يستعيدُ الرزايا ،

ويستعذبُ الموتَ قبل نزول القدرْ

مُذ تغوّل فينا انتقامٌ،

توالد عبر  جيوشٍ من الثأرِ ،

مجبولةٍ بالأثر

تقتفي في الأساطير نوحاً ،

وهل فرَّ يافثُ .. ،

أم سارَ سامٌ الى التيهِ

في قومِهِ بالبشرْ؟

انها لغةُ اللوح منقوعةٌ بدمٍ من صخَرْ

برفيف به

يستنير العمى بالعمى

فكيف يغض البصرْ ؟

.......

عندما جاءت الظُلماتُ ،

صنعنا لكلِّ إلهٍ قبيلاْ

وانتمينا له ،

وأكلناهُ في الجوعِ ربّاً جميلاْ

وارتضينا بما ينسبون ،

وما صوّر الأولون

وما نجّمتهُ الرياحُ لنا بُكّرةً وأصيلاْ

ليس هذا إفتراء

على هامشٍ في المتونْ

ولا خلق آلهةٍ من خيالِ المُجونْ

قد رأينا الهلالَ قُبيَّل الغروب ،

وَمَا أَنْشَأْ الْعُمُرُ جيلاً ،

تحمّلَ وِزْرَ

مَا كان فِي أَهْلِ مَدْيَنَ جيلاْ

قد طوينا العصورَ ،

ولم نهتدِ في السبيلِ السبيلاْ

والذي اسْتَصرَخَ الأَمس

يبطشُ في النخلِ ،

هل يَرِثِونَ السمواتِ ..

 أم يرثون النخيلاْ ؟


مشاهدات 45
الكاتب عبدالمنعم حمندي 
أضيف 2025/03/09 - 2:10 PM
آخر تحديث 2025/03/10 - 5:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 136 الشهر 4903 الكلي 10465852
الوقت الآن
الإثنين 2025/3/10 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير