عودة جديدة للكاتب محسن الجبوري
إشراقة جديدة تحمل هموم الشارع الموصلي وما يعتريه من إرهاصات
سامر الياس سعيد
مجددا يمتشق الكاتب والصحفي محسن الجبوري قلمه الذي لاتهدا وتيرته ليضيء من خلاله واقع الشارع الموصلي مصوبا سهام نقده للكثير من الحالات السلبية التي باتت تعتري المدينة خصوصا وانها تنهضرويدا رويدا من كارثة الحرب التي اسهمت باستشهاد خيرة شبابها وتهدم اغلب بيوتاتها وبقاء واقعها بعيدا عن التطور والمدنية .
وبعودة الجبوري الذي اختار العودة الى عالم الكتب ليصدر كتابه الجديد (عودة اخرى .. اشراقة جديدة ) برغم ان لدي مؤشرات على العنوان فالجبوري لم يستكن الى عالم الانزواء ليتكون هنالك فترة فاصلة بين محطة واخرى في عالم اصدارته للكتب ففي العام الماضي كان الجبوري منهمكا في كتابه الذي اصدت له جريدة الزمان والذي حمل عنوان ذاكرة عابرة للشيخوخة ليختار من خلال منشوراته التي ينشرها على صفحته الشخصية في موقع التواصل الفيس بوك الكثير من مؤشراته وافكاره وانتقاداته لواقع مدينته والذي يواصل من خلال كتابه الجديد مهامه في الاسهام بتاشير الحالات السلبية التي تلقى تجاوبا واهتماما من اصحاب الشان فلذلك كان بالاولى ان يضمن الجبوري عناوين كتبه في الاسهام بكونها رسائل مهمة لاتكتفي بتوثيق ما يجري في المدينة فحسب من مظاهر ودلالات سلبية يمكن ان تؤثر على واقعها العام لكنها بالمجمل تحمل الكثير من اسهامات التوثيق التي يمتلكها حدس الصحفي فيراها واجب الحديث عنها وابرازها للملاء من اجل تصحيحها والتوقف عندها .
جيل متميز
ويرتبط الجبوري بجيل مميز عمل على استنباط صورة مشرقة للحياة داعيا في اغلب منشوراته للاهتمام بالرموز والنخب الموصلية لذلك جند الجبوري قلمه في محور الوفاء وابراز عربون الاحترام للنخب التي مرت بالمدينة تاركة بصماتها واسهاماتها فيها فلذلك يحمل الجبوري سمة الوفاء فيطلق نبضها في سياق سطور الكتاب الذي صدر بنحو 111 صفحة من القطع المتوسط ويستهل باهداء مربك يقدم من خلاله كتابه الى كل اصحابه الذين احبهم وحتى للذين لم يحبوه في يضع الكاتب المخضرم صباح الاطرش تقديمه للكتاب منوها بمسيرة حافلة في العمل الصحفي للكاتب محسن الجبوري فيما يتمحور الكتاب على اضاءات بسيطة لكنها مع ذلك تحمل عمقا فكريا ففي اولى تلك الومضات يكتب عن اعتقاله من قبل تنظيم داعش عام 2015 مشيرا الى ان ذلك الشريط المرتبط باعتقاله من قبل التنظيم لايغادر ذاكرته فيتعمق بتصوير الهواجس التي حاصرته في تلك الحقبة المظلمة فيما يخصص الومضة الثانية عن انتقاده لاقامة مهرجان سينمائي في المدينة مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم امتلاك مدينة الموصل دار عرض واحدة صالحة لعرض الافلام السينمائية فيها حيث يعنوان ومضته بالقول جلدي يحكني ما اقدر اصبر فيما يطلق في الومضة التالية عبق الوفاء لشخصية موصلية معروفة هو مزاحم علاوي الشاهري حيث يدون انطباعاته وذكرياته التي ارتبط من خلالها بشخصية الشاهري وبناءا على تجربة ثرية في عالم الثقافة يترك الومضة التالية كنصيحة موجهة للاقلام الشابة كاتبا عن محاولة ساخنة الى كل من يهتم بالقصة القصيرة كما يخصص ومضته التالية للشخصية الموصلية المهتمة بالتاريخ ازهر العبيدي وشخصية اخرى هي الصحفي الراحل صادق فرج التميمي اضافة للشاعرة يسرى الحسيني كما يكتب عن النقد البناء تجاه المظاهر التي تشهدها دوائر الدولة اضافة لكونه يضي عما تسهم به المنحة التشجيعية الخاصة بالفنانين والصحفيين مناثار سلبية وايجابية في واقع الثقافة العراقية ولكونه متقاعد فيشخص الكاتب محسن الجبوري محور بهموم متقاعدي العراق في الومضة التالية كما يكتب عن نقابة الصحفيين في نينوى كما يعود بقلمه للاضاءة عن شخصيات موصلية كاراحل ثامر الطعان والكثير الكثير من الافكار التي يضمها كتابه الذي بالرغم من صغره فهو عميق في دلالاته ومضامينه .
متابعة واسعة
يرتكز الكتاب بالدرجة الاساس على منشورات الكاتب الفيسبوكية ورغم ان تلك المنشورات التي تلقى الكثير من التجاوب في اوساط متابعي الكاتب لكنه في المقابل يرى ان ايصال تلك الافكار عن طريق تضمينها في صفحات الكتاب هي فكرة مهمة فالمنشورات الفيسبوكية ربما تمحى او يصيبها العطب لكن الكتاب في المجمل يبقى راسخا خالدا في اوساط المفكرين والكتاب ليتناولوا مثل تلك المظاهر التي اضاء اليها الجبــــــوري في جلسات نقاش وجدال لوضع النقاط على الحروب او مرورها في اوساط من يهمه الامر لاجل تصحيحها وازالى الكثير مــــن المعوقات التـــي تحيطها.