الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الخارطة تكتمل..  هل يتخلّف العراق عنها؟

بواسطة azzaman

الخارطة تكتمل..  هل يتخلّف العراق عنها؟

 

فاتح عبدالسلام

 

انتهت حرب غزة رسمياً، وجرى حسم حرب سوريا لصالح الشعب ضد الجزّار الهارب، وأفضت حرب لبنان لنهاية مرحلة وبداية أخرى مع رئيسين جديدين للجمهورية والحكومة واجواء داخلية مغايرة تماماً، ولم يبق من محور ايران سوى ايران ذاتها وتبريراتها باسم الشعوب الاخرى للتدخل بشؤون المنطقة، وبقي الحوثيون معزولين في اليمن وهم آخر عنوان متحرك من المحور الإيراني.

أمّا العراق فهو الموقع الحيوي الاستراتيجي في المنظار الأمريكي، ولا تعني السياسة الإيرانية في اعتباره جزءً من امتداداتها أي شيء له قيمة اعتبارية في المعيار الأخير، اذ قبل سنوات قريبة كانت هناك حرب طاحنة تفصل بين العراق وايران لثماني سنوات، وانّ هذا «الفصل» قد يتكرر عبر مسالك غير حربية ولكن بالمصالح الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة في حال لم تتغير طريقة التعاطي الايراني مع العراق بوصفه بلداً مستقلاً غير مجبر للانضواء تحت اية راية أو محور، برغم مما نراه اليوم من اختراقات جارية تنخر بنيته السياسية والحكومية والنفوذية، فذلك أمر مؤقت وقابل للتغيير.

ما جرى في قطاع غزة وجنوب لبنان ثمّ سوريا، هو الجزء الأكبر من خارطة التغيير في الشرق الأوسط، وانّ من الوهم الاعتقاد انّ العراق غير مشمول بإعادة ترتيب اندماجه بالخريطة بعيداً عن تأثيرات محدقة ومتربصة من الشرق ولها مروّجوها في العراق ذاته.

هذا الكلام لا يفهمه سياسيون لا ينظرون أبعد من الخطوات التي تقودهم اليوم الى مغانم المناصب والنفوذ وهي أغطية لفساد عميق يظنون انهم ناجون بأنفسهم وبما حملوه حين تكون هناك إرادة وطنية حقيقية في المحاسبة وإعادة أموال الشعب المنهوبة بواسطة صيغ تتخذ من العنوانات البرّاقة ستاراً لها.

 نعلم انّ الإرادة الدولية غير مكترثة بنخر الدولة العراقية بالفساد، فهي من وجهة نظر واسعة في البلد شريكة في إضفاء شرعية على فساد يحاصر مستقبل شعب كامل، وهذا أخطر تهديداً من مخاوف يثيرها المجتمع الدولي اليوم بشأن الأقليات في سوريا أو إزاء استقرار السودان واليمن وليبيا.

 الكلمات التي تبدو غير مجدية اليوم أمام جبروت الفساد، ولم نمل منها أبداً منذ عشرين سنة، ستكون دليلاً في ادانة مرحلة وشخوصها في منعطف تاريخي استحقاقي لابدّ أن يمر العراق به.

 


مشاهدات 27
الكاتب فاتح عبدالسلام
أضيف 2025/01/17 - 11:04 PM
آخر تحديث 2025/01/18 - 6:55 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 137 الشهر 8053 الكلي 10198018
الوقت الآن
السبت 2025/1/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير