الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مجلس بغدادي يستعرض المحلات وأبوابها.. كتاب جديد عن العاصمة وحاراتها وشوارعها

بواسطة azzaman

مجلس بغدادي يستعرض المحلات وأبوابها.. كتاب جديد عن العاصمة وحاراتها وشوارعها

 

بغداد - الزمان

في يوم الجمعة 1 آذار 2024 احتضن مجلس التراث البغدادي عرض كتاب (المحلات البغدادية الشرقية القديم) للباحث التراثي معتصم المفتي. وسط جمهور من المتهمين بالتراث البغدادي والباحثين والإعلاميين. وأدار الجلسة المهندس الاديب علاء الوردي.

تناول الباحث تأسيس الجانب الشرقي لبغداد أي منطقة الرصافة ، وذكر أن المنطقة قبل بناء المنصور مدينته المدورة ، كانت مركزاً تجارياً مهماً من خلال وجود سوقين كبيرين فيها هما: سوق بغداد في قرية يرتادها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد ويجتمع فيها التجار مرة في الشهر ويقع جنوب نهر الصراة.

سوق الثلاثاء

والسوق الآخر هو سوق الثلاثاء الذي كان لسكان منطقة كلواذا (الكرادة الحالية) يقيمونه في أول ثلاثاء من كل شهر ، فنسب إلى اليوم الذي كان يُقام فيه السوق.

بعد قيام المنصور العباسي ببناء مدينة بغداد المدورة في الجانب الغربي (العطيفية حالياً) عام 158 هـ / وخصصها لقصوره وأمراء البلاط العباسي وقادة الجيش ودواوين الحكومة. ارتأى تأسيس مقر للجيش العباسي بقيادة ابنه المهدي في الجانب الشرقي ، فبنى (معسكر المهدي) ثم سميت (الرصافة). وتطلق الرصافة على الأرض المرتفعة. بعد وفاة المنصور تولى الخلافة ابنه المهدي عام 145 هـ / قام بإكمال بناء الرصافة ، وبنى جامعاً كبيراً وجعل له مئذنة وما تزال قائمة وهي مئذنة جامع الخلفاء (في الشورجة حالياً).

منح المهدي أراضي واسعة لرجاله من الأمراء والقادة شمال شرقي وجنوب شرقي الرصافة. وسرعان ما تحولت إلى محلات سكنية الشماسية في الشمال ، والمخرم التي كانت بجوار الجامع وقرب ضفة النهر حيث توجد المقبرة التي دفن فيها الخلفاء العباسيون المتأخرون تعرف (ترب الخلفاء). شهدت بغداد شق أربعة شوارع رئيسة هي شارع الرشيد (خليل باشا جاده سي) من قبل اخر والي لبغداد هو خليل باشا الذي تولى منصبه عام 1915 . وكان ناظم باشا قبله قد باشر بشق شارع النهر عام 1910 الذي لم يكن شارعاً لضيقه وعدم استقامته بل أشبه بالزقاق.

والشارع الثاني هو شارع الكفاح (الملك غازي) الذي تم افتتاحه في 25 كانون الأول 1936 وكان شارعاً واسعاً يبدأ من قنبر علي حتى ساحة الصدرية. والشارع الثالث هو شارع الشيخ عمر الذي يبدأ من منطقة العزة إلى ساحة الطيران. وقد افتتح في الثلاثينيات ، وسمي على جامع ومرقد الشيخ عمر السهروردي. والشارع الرابع هو شارع الجمهورية (الملكة عالية) الذي ارتؤي أن يكون بموازاة شارع الرشيد. وبدآ العمل به عام 1954 وبطول 2.600 متر. ويبدأ من ساحة الخلاني لينتهي بباب المعظم. واكتمل العمل به عام 1957. وتم تغيير اسمه إلى شارع الجمهورية بعد قيام الجمهورية عام 1958. كما تغير رسمه إلى شارع الخلفاء نسبة إلى جامع الخلفاء الذي يطل عليه في منطقة سوق الغزل ومنارته الشهيرة.

أما أبواب بغداد في جهة الرصافة فكانت أربعة: الأول باب السلطان شمالاً الذي أصبح اسمه باب المعظم وقد أزيل عن الوجود، وبقيت قطعة من السور محشورة بين وزارة الدفاع وقاعة الشعب. والباب الثاني كان باب الطلسم الذي قام العثمانيون بتفجيره بعد انسحابهم من بغداد في آذار 1917 . والباب الثالث هو باب الظفرية أو الباب الوسطاني وهو الباب الوحيد الذي ما زال قائماً بجوار طريق محمد القاسم ومقابل مرقد الشيخ عمر السهروردي. والباب الرابع كان باب كلواذا (الباب الشرقي) في الكرادة الشرقية الذي هدمه أمين العاصمة أرشد العمري في الثلاثينيات لتوسعة الشارع.

مداخلة الدكتور صلاح عبد الرزاق

تناول في كلمته كيفية تعيين ولاة بغداد من قبل الصدر الأعظم (رئيس وزراء) الدولة العثمانية. وأن الأتراك لم يختاروا والياً من أهالي بغداد أو العراق بل يرسلون والياً تركياً لا يعرف العربية لأن العراق كله كان يتحدث التركية في الدوائر الحكومية والمدارس والجيش والقضاء. ولولا وجود الحوزة العلمية في النجف الأشرف لما بقيت للغة العربية قائمة في العراق لأن مدارس الحوزة العلمية كانت تستخدم العربية وتكتب وتقرأ بها ، وتنشر الكتب باللغة العربية.

ورغم أن ولاة بغداد كانوا يجمعون الضرائب ويرسلونها إلى الباب العالي في إسطنبول ، فكانون من النادر أن ينفقوا منها لإعمار بغداد والمدن العراقية الأخرى. وعدا مدحت باشا الذي قام بمشاريع وشيد أبنية جديدة لكنها بقت متواضعة لا تشبه أي قصر عثماني في تركيا. فالعمارة التركية في بغداد خلت من أي معالم جمالية وزخارف ونقوش وواجهات جميلة مثل القصور العثمانية. وأبرز أبنيتها القشلة والاعدادية الرشدية (المركز الثقافي البغدادي) ومدرسة الصنائع وغيرها.

سلالات حاكمة

ورغم أن بغداد كانت حاضرة الدنيا لخمس قرون وتعاقبت عليها الدول والسلالات الحاكمة لكنها رزخت تحت الاحتلال العثماني أربعة قرون ولم تجد من إسطنبول وولاتها الرعاية المطلوبة أو الاهتمام بعمرانها وأسواقها وشوارعها وجسورها.

وفي الختام أثنى على جهود الباحث التراثي معتصم السنوي الذي تتبع أصول وأسماء المحلات البغدادية ، واستعان بالمصادر التاريخية المعتبرة ، إضافة إلى مذكرات الرحالة الأجانب الذي زاروا بغداد ووصفوا أبنيتها وأزقتها ومحلاتها ، وقام بعضهم برسم خرائط  لبغداد منذ القرن الساع عشر والثامن عشر والتاسع عشر فكانت إضافة تاريخية وجغرافية رائعة.


مشاهدات 457
أضيف 2024/03/04 - 7:15 PM
آخر تحديث 2025/03/06 - 12:43 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 264 الشهر 2952 الكلي 10463901
الوقت الآن
الخميس 2025/3/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير