الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
القمة العربية في القاهرة والآمال المعقودة عليها

بواسطة azzaman

القمة العربية في القاهرة والآمال المعقودة عليها

محمد حسن الساعدي

 

دائماً ما تحاول القمم التي عُقدت سابقاً أن توازن بين مواقفها الرسمية وبين موقفها من الادارة الامريكية،في محاولة لضبط إيقاع العلاقة بينهما وما يحقق النتائج الايجابية وتصب في مصالح الشعوب العربية،ومن اهم الدول التي قدمت نفسها فداءً لواشنطن هما الاردن ومصر التي وضعت نفسهما في موقف لاتحسدان عليه،فهما الدولتان اللتان تمتلكان علاقات متميزة من الولايات المتحدة الامريكية وفي نفس الوقت يمتلكان ادبيات في ضبط هذه العلاقة وان لا تتجاوز حدود التفريط بمصالح الشعوب العربية واهمها حقوق الشعب الفلسطيني وهذا فعلاً ما تجسد في الكثير من المواقف التي صدرت منهما ولكن في بعض الاحيان القارئ ربما لاينظر بعينين مفتوحتين الى هذه المواقف.الزيارة الاخيرة لملك المملكة الاردنية الهاشمية الى البيت الابيض والتي أستطاع ان يتحكم بهذا اللقاء،دون ان يقدم تنازلاً واحداً لتهجير الفلسطينين الى مصر والاردن ،فجلوس الملك عبدالله والذي بدى غير مرتاح في الزيارة الأخيرة بينما تحدث السيد ترامب عن خطته لطرد مليوني شخص من سكان غزة إلى مصر والأردن ووجه تهديدًا مبطنًا بقطع ما يقرب من 1.5 مليار دولار من المساعدات الأمريكية السنوية للاردن.

سنوات طوال

مصر والأردن اللذان يكافحان من أجل تقديم أنفسهما كأداة مفيدة لترامب،ليس بإمكانهم تقديم وعد بالاستقرار في منطقة تم قلبها رأساً على عقب من قبل واشنطن وحلفيتها أسرائيل، ولسنوات طوال وصف المسؤولون الأمريكيون حكام مصر والأردن بأنهم ركائز الاستقرار الإقليمي في المنطقة، اذ كان لهم الدور في صنع السلام مع إسرائيل في الأعوام  1979 و 1994، حيث تجنب هؤلاء القادة الحروب والانقلابات والثورات في الغالب و لقد حافظوا على استقرار بلديهم عندما انزلق جيرانهم إلى الفوضى.

الواقع أن هذا التحول المفاجئ في السياسة الامريكية يرجع جزئيا إلى أسلوب ترامبـ الذي يحب الضغط على الحلفاء، فمصر واالاردن ليستا ككندا فهما لا يمتلكان اقتصادا قويا وليس لهما نفوذ، فالتجارة الثنائية بينهما لا تتجاوز 9 مليارات دولار سنويا مع مصر و5 مليارات دولار مع الأردن وهما من الدول لا تستطيعان تقديم استثمارات كما انهما دولتان محرومتان من الموارد الطبيعية.مصر تمنح السفن الحربية الأميركية معاملة تفضيلية عندما تحتاج إلى عبور قناة السويس كما أن الأردن أنضمت إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة داعش،وان ما تقدمه مصر لأميركا في الغالب هو الوعد بأن الأمور ستكون أسوأ من دونها، وينبغي ان يكون لها دور رئيسي ومحوري في أي مباحثات قادمة بين الاسائيلين والفسطيينين وعلى أساس احترام إرادته بالعيش بأرضه، فمصر والأردن تقاتلان لإيجاد قيمتهما الخاصة وهما تعملان مع دول الخليج الغنية لصياغة خطة لإعادة الإعمار والحكم في غزة بعد الحرب.المملكة العربية السعودية تشعر انها افضل حالا من مصر والأردن، وقد تفوت على ترامب حصوله على جائزة نوبل، إذا لم يجد طريقاً للسلام في غزة وعلى أساس عودة اهلها،فالسعوديون اختاروا طريق لتخفيف الضغط وهو مساعدة أميركا في جوانب أخرى من سياستها الخارجية والتوسط في محادثاتها مع روسيا هذا الشهر وربما في المستقبل مع إيران.

واقع جديد

الوضع الراهن في المنطقة يعاني أنقلاباً واضحاً الآن وهذا يشير إلى تغيير أعمق في السياسة الأمريكية، وهو التغيير الذي سيستمر بعد ترامب وسيتعين على الدول العربية التكيف مع واقع جديد حيث لم يعد ينظر الى الجمود على انه ميزة،وإذا لم يكن هناك موقفاً عربياً واضحاً من هكذا اندفاعات لواشنطن في المنطقة.


مشاهدات 52
الكاتب محمد حسن الساعدي
أضيف 2025/03/05 - 1:56 PM
آخر تحديث 2025/03/06 - 6:56 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 121 الشهر 2809 الكلي 10463758
الوقت الآن
الخميس 2025/3/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير