الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كم آينشتاين ومركز بحوث يحتاج العالم لإكتمال الذكاء الإصطناعي؟ 

بواسطة azzaman

(لاي-فاي) الزمان  (54)

كم آينشتاين ومركز بحوث يحتاج العالم لإكتمال الذكاء الإصطناعي؟ 

عبد الرضا سلمان حساني

 

كثيرة هي الإختراعات والإكتشافات في تاريخ البشريّة، ولكن حين يُسأل مجتمع العلماء والتكنولوجيا عن أبرزها، وهي وجهة نظر، فيجيبون بأنّها ثلاثة هي الكهرباء والترانزستور  وتقانات النانومتر ( أبعاد تساوي واحد بالألف مليون من المتر)- والتي ظهرتْ في بداية الستينات من القرن الماضي. وفي وحدات  الزمن،  فالنانوثانية هي واحد بالألف مليون من الثانية

( تستغرق رمشة العين للإنسان البالغ ثلث ثانية، أي 3 رمشات  في الثانية) ولها تطبيقاتها العلميّة الواسعة. وتبعَ ذلك  تحقيق نتائج قياس الفمتوثانية 

( أقل بمليون مرّة من النانوثانية) من قبل العالم المصري الدكتور أحمد زويل عام 1999 ، وبعد سنين، تحققتْ نتائج قياس الأتوثانية

( أقل بألف مرّة من الفمتوثانية). ومن وجهة نظر شخصيّة فإنّ إختراعاً جديداً مضافاً، أُدخلت فيه جميعها، قد تُوّج منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي وما يزال وهو الذكاء الإصطناعي(أإ ).  وفي الوقت نفسه فهو مخترِع بلا حدود والذي سيصبح إبداعاً  لِما ستشهده بوّابات ومنصّات  العلوم والتكنولوجيا في المستقبل بضمنها المؤثرات التي قد تسري على أنماط الحياة ومفردات العيش والأجيال. ونقول، أنّها مراحل   تاريخيّة مرّت بالإنسان منذ العصر الحجري  ثم عصر الثورة الصناعية التي إزدهرت   بأدواتها الإختراعات اللاحقة.

وفي (أإ )، سنتحدّث عن  الأنواع الرقميَة التي سترافق البشر  في سنين حياتهم  القادمة، بإعتبار الإختراع   صفحة  تحوّل جذري بطيف عريض في التاريخ المعاصر.  فمثلاً، لقد  بزغ توضيح إشتغال أول ترانزستور  مخترَع في مختبرات (بيل) الأمريكيّة بتاريخ

1947/12/23،وهذا الإختراع نقل العالم الى صناعة الحاسبات وإيجاد خطوط العمل بتكنولرجيا الذاكرة. وسبق ذلك بالطبع تطوير  مجال ميكانيك الكم في الفيزياء الذي غطّى كلّ نواحي

 الحياة وإرتقت به إنجازات حصلت على العديد من جوائز نوبل.  وأينما تُعنى جوانب   ،

وأنماط  الذكاء الإصطناعي، فيجب تأطير الفرق بين

 الإستخدام وإدارة 

الإستخدام لأنّ مساراً وصفيّاً يوصل بينهما يحدد عقليّة التعامل والتخطيط وتحقق الأهداف في المدى البعيد والقريب.

ماهو الذكاء الإصطناعي(أإ )  ؟

لقد أدخل (جون مكارثي)مصطلح 

الذكاء الإصطناعي لأول مرة في العام 1956، وفي العام  1967 صُنعت  حاسبة تُجري  عمليات مماثلة لما ينفّذها العقل البشري( مبدأ الصح والخطأ)، وتطوّرت التكنولوجيا في سنين الثمانينات بإدخال خوارزميات ملائمة وموائمةكما يُشار.  وفي العام 1997، أقامت شركة (آي بي أَم)، المعروفة بصناعة الحاسبات، مباراة   بلعبة الشطرنج بين بطل العالم باللعبة  گاري كاسپروف وجهاز حاسوب.

والآن، لو  نسأل أنفسنا  أو يسأل غيرنا،  أو

طفلك يسأل؛ ماهو

(أإ )؟ ولماذا أحدث ضجّة عالميّة  وأخذ هذا الإهتمام  الصادم الواسع الكبير؟ أو نذهب أبعد  لنسأل؛ هل بالإمكان السيطرة على شيء لانفهمه بدرجات الذكاء البشري التي نمتلكها؟  لقد شاهدنا وسمعنا في السابق عن أفلام الخيال العلمي،  وحان الوقت لتتحوّل  هذه الأفلام الى واقع حقيقيّ بفضل (أإ )، كما سنرى في آلية  تعلّم الماكنة  لكي تؤدي مهام الإنسان في أروقة الخدمات. ويرافق ذلك تطوّر بإتّباع طرق ناتجة  عن التصاميم ويتضمنها التنفيذ ووقعها على مساحة البيئة والعيش.  وإذا ما إجتمعت  هذه العوامل، فستحاكي عمليات ذكاء الإنسان بشكل لايُصدّق بسبب الدقّة والإتقان في النتائج. ولكي يؤدي

(أإ ) هذه المهام وغيرها، لابدّ من إحتواء المنظومات على أجهزة  وحاسبات وبرامجيات موائمة وكفوءة . إنّ  البرمجة في (أإ ) هي ليست إتّباع تعليمات البرنامج المكتوب وإنّما تعليم الماكنة كيف تعمل وتنفذ المهام. وهنا يقول المختصون بأنّها صفقةكبيرة بين عقل الإنسان وتعلّم الماكنةالتي تحتل المكان وتأخذ مفتاح التنفيذ.

قبل عقدين من السنين، كنّا نتحدث  عن ذكاء  إصطناعي  بشكله العمومي أو العام، والآن يعيش العالم  ومجتمعاته

 (أإ )، على أساس إتفاق وتوافق بتحديد نمطين هما:

- (أإ ) الضعيف أو الضيّق، وهذا يشغّل ويشمل كلّ شيء حولنا من الأجهزة بضمنها السيارات التي تقود نفسها ذاتياً. لنقُل أنّ العالم يعيش في العام  2100 ونفترض أنّ ضيفاً طرق الباب ، فالماكنةستتعرّف عليه ويدخل ويجلس ثم تأمر الماكنة لعمل قهوة الضيافة له وهي تعرف  الطريق وكلّ شيء بضمنها المواد والأدوات. لنفترض أنّ شخصاّ ما قد  وضع في  القهوة أو في حاوية السكّر شيئاً بطريقة دون معرفتك وبكمية قليلة جداً دون تحريك الحاويات أو إحداث تغيير في الرفوف. تُرى هل ستكون هناك إمكانية للكشف عن مثل هذه المخاطر؟ وهنا نفترض أنّ كلّ شيء  يستخدم  ( أإ) للعيش دون إستثناء. ونفس المخاطر يمكن أن تصنعها في تغيّر المناخ والمجالات الطبية والصيدلانيّة والنقل وغيرها والتي توضح أوجه الضرر الصادمة، إذا ما أُريدت،  مثلما أوجه خدماته السحريّة الواسعة التي ستعم بعد عقود من الآن أو قرون آتية

- (أإ ) القوي ويشمل العام والفائق الذكاء، وكلٌّ يعبّر عن إمكاناته في حيّز العمل وذكاء التطبيق. ويُعامل النمط العام وكأنّه الشكل النظري للموضوع وهو يقابل الذكاء البشري.   ومن هنا تتأكد ماكنة تعمل  كلّ شيء  للإنسان بذكاء في المستقبل.

ومابين البديهي ومايقابله، يسر ي( أإ)

في التوسّع والإنتشار على مدى السنين أو القرون القادمة لكي يحقق كلّ أهدافه بكفاءة، وكما قيل بأنّه

كم آينشتاين ومركز بحوث متقدمة نحتاج لبلوغ ذلك؟!

على مدى عقدين ماضيين من السنين، أُعتمدتْ نمذجة ستراتيجية التعامل مع بلايين الإعلومات التي تخص البشر وأنواع الأشجار في غابات الكوكب وأجيال الحيوانات ومتغيرات الأكوان، كلّ ذلك في إطار خوارزميات  (أإ )

والتعلّم العميق المعتمد على الأتمتة

وتعلّم الماكنة الذي  يتدخل فيه الإنسان.

ولأجل التنفيذ، فإن ذلك يعتمد على

وجود المتصفّح في أجهزة الحاسوب،  وإدخال وظائف التطبيقات الواسعة  في الهواتف الذكيّة والشاشات.

عودة وإعادة

في منتصف السبعينات من القرن الماضي، وفي قسم  الفيزياء- كلية العلوم- جامعة بغداد، كنتُ أواصل تنفيذ تجاربي

بفيزياء الپلازما كطالب ماجستير بإشراف المرحوم  الأستاذ الدكتور عبدالمجيد  عبدالرسول والذي أنشأ مختبراً  إختياريّاً  أسماه   (مختبر الأجهزة) لطلبة المرحلة المنتهية،  وفي ذاك الوقت كنتُ أساعده في هذا المختبر.وكان أحد مشاريع الطلبة في هذا المختبر هو بناء وتشكيل دوائر المنطق الألكترونيّة في لوحات تحتوي الواحدة منها على ما لايقل عن عشرين (دايود) ومفاتيحها الخاصة (غلق-فتح- إضافة-...). ودراسة هذه الدوائر مهم جداً  وهي تتوافق مع بوّابات المنطق السبعةالتي تؤدي وظائفها في ذاكرة المنظومات الرقميّة والتي تشغل مساحة مؤثرة في تكنولوجيا  (أإ ) الآن. وقد كان المختبر، وبإشراف

د. عبدالمجيد، يحتوي تجارب تطبيقية مفيدة للمؤسسات العاملة في النفط والكهرباء وتكنولوجيا الفراغ وغيرها. وقد كانت تجاربنا نواة لمختبر فيزياء الپلازما في القسم وهو الوحيد في الجامعات العراقية.

هكذا كانت مسيرة التعليم قبل العام 2003 وتفاعلها مع أقسام البحث والتطوير  في الوزارات بمتابعة مباشرة اللجان  وزارية كاللجنة الصناعية ومؤسسات علميّةتتابع التطوّرات التقنيّة.

نعود الآن الى موضوعة(أإ ) 

والتغلّب على العقل البشري في مهام عديدة منها درلسة وفهم الصور  وترجمة اللغات  ونسخ  نصوص الكلام في ألألعاب كالكرة والشطرنج والوظائف  وحتى في تشخيص الأمراض.  وفي إطار هوامش وومضامين هذا المسار التنافسي، يتبلور التفكير بمشكلة تغيّر المناخ ومنصّات مراحل التعليم وإتاحته للجميع وفي الأسلحة والحروب.  إنّ ملايين الناس يتمتعون في كل لحظة بالتحدث  والتخاطب بالمراسلة عن طريق(أإ )، وهذا يعني إجراء البلايين من العمليات الرقميّة. فمثلاً،  يُقال أنّ الإنسان إذا جلس يقرأ  طول اليوم فإنّه سيصل في جميع سنين عمره الى ثمانية بلايين كلمة.

سطور الختام

جئنا

بعد غياب

نبحث عن منازل

كانت هنا

فنطرق الأبواب

وفي جلسة المفاوضات

 ضاعت مفاتيح الأقفال

وتطاير بين الشفاه

محتوى السؤال

الكلّ ينظرون

والطبلُ صامت تحت يد  الطبّال.. 

  پروفسور  فيزياء الپلازما- عضو  معهد  الفيزياء في المملكة المتحدة)


مشاهدات 45
الكاتب عبد الرضا سلمان حساني
أضيف 2025/03/05 - 1:55 PM
آخر تحديث 2025/03/06 - 6:56 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 121 الشهر 2809 الكلي 10463758
الوقت الآن
الخميس 2025/3/6 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير