حياتنا مع القطط
محسن التميمي
ربما بسبب حياتنا الهادئة البسيطة وقناعاتنا التي تقود ، بالضرورة ، الى هدوء الروح والقلب والجسد والتفكير ، وجدنا انفسنا ، انا وزوجتي ، نحب القطط ونعشقها ونطعمها ونداريها وناويها ونشتري لها الطعام ونضعه في الثلاجة والطعام الخاص الاخر للقطط نخبئه بمكان امن وصرنا ، بمرور الايام ، اصدقاء بشدة لهذه القطط والاخيرة صارت رفيقتنا الدائمة لاننا، بشعر براحة الضمير عندنا نقدم لها الطعام ونبني لها بيوتا صغيرة تكفيها خوفا على القطط من الحر الشديد صيفا ، والبرد القارس شتاءأ ،
في بداية اهتمامنا، زارنا قط بلونين الابيض والاصفر وحال شعورنا بوجوده ، سارعنا لاطعامه على الفور من رزق الله تعالى وثم صار يكرر وجوده في باحة الدار ، وهو الذي اجبرنا على محبته وملاطفته، بسبب عدم خوفه مني و من زوجتي حتى صار صديقنا الوفي الذي يأتي بشكل يومي، يأكل ثم يذهب إلى حيث يريد ، حاولنا ان نقربه اكثر ، فقررنا سوية ان نبني له بيتا خلف سياج الدار ملاصق لشجرة السدرة الكبيرة التي نأكل من ثمارها سنويا ونعطي للجيران منها ، بنينا البيت من الطابوق والاسمنت وكان سقفه من الخشب فرشنا البيت بقطعة قماش تخينة وغطيناه بفرش وعملنا له ستارة حتى يكون بيت القط دافئا له ولايشعر بالبرد ،
قط جميل
هو صار ينام في بيته الجميل ، صرنا سعداء جدا ونحن نشاهد قطنا الجميل وهو يدخل بهدوء الى بيته رافعا بيده الجميلة الصغيرة ذلك الغطاء لينام هناك ، الاعتناء بقط كان يعيش في الشارع ، عبارة عن متعة راقية ، فضلا عن كونه ، نعمة ربانية عظيمة ، ان تكون رحيما وتشعر بالحيوان وتهتم به ولاتتركه يجوع ويعطش فأنك انسان نبيل، وفعلا كان شعورنا عظيما ، بمرور الايام ، استحوذ القط ( لولي ) على المكان وصار يطرد اي قطة او قطة تأتي إلى باحة دارنا، لانه يشعر أن المكان صار له لوحده ولايشاركه به احد غيره ، ولكن !
بين مدة واخرى تأتي قطة جميلة جدا ، كأنها قطة بيت ( اليفة ) الى دارنا ، تقفز من السياج وتدخل باحة الدار ، عندما يراها القط ( لولي ) يجن جنونه وهو يذهب ليطردها قبل ان يضربها بشدة وهي تولي هاربة خوفا منه ،
هذه القطة الجميلة ، وبرغم خوفها الشديد من القط ، تأتي للبحث عن الطعام ، بسرعة كبيرة نقدم لها الطعام ونقف قريبين منها حتى لايراها القط ويطردها، هي تأكل ولكن ببطيء شديد، نتحدث معها ، كلي بسرعة قبل ان يأتي لولي ( الخبيث ) ويحرمك من هذه الوجبة الدسمة، بمرور الايام تعود عليها القط وعندما يراها تأكل يبقى ينظر لنا ولها وكأنه يقول لنا ، لااستطيع بعد الان طردها لانكم تحبونها مثلي ، للقطط حواس وعقل وتفكير ، هي تعرف من خلال حاسة الشم الشخص الذي لايؤذيها وتبتعد عن الشخص الذي يضربها، المفرح ان قططا كثيرة صارت تقفز من سياج البيت لتدخل وتبحث عن الطعام ، نحن نطعم كل قطة نراها موجودة ( ضيفة ) عزيزة في دارنا، في الايام الاخيرة لنا في البيت تقريبا قبل شهر من الان ، صار القط يغيب عن بيته لثلاثة ايام واكثر ، ويعوي بصوت مرتفع، يقف على سياج البيت ، ننادي عليه ، حبيبي لولي تعال ادخل للبيت ، هو يبقى بعيدا ، القط كان مشوش الذهن ، صرنا قلقين جدا عليه ، وهو الذي كان قبل شهر ينام في بيته الثاني تحت السلم الخارجي للبيت لساعات ويستيقظ بعينين ناعستين ويطرق الباب يريد الاكل ، حتى صرنا نسمح له بالدخول الى المطبخ ، يجلس مستريحا مسترخيا ونحن نمازحه ، الان تغير طبعه كثيرا جدا ، هل هذ القط شعر بأننا سنغادر البيت الى بيت اخر ليتصرف بشكل مختلف ويبتعد عن بيته؟ هل للحيوانات عقل وشعور واحساس؟
القط ( لولي ) عاد الى حالته الطبيعية خاصة اننا وضعنا صندوق بلاستك فوق جهاز التبريد وفرشناه بشكل جميل وغطيناه بشكل محكم وبسرعة تعود عليه وينام به مستريحا، الامر المضحك ان ( لولي ) عندما يدخل في بيته يراقب من يمد يده عليه ، عندما تحاول زوجتي ان تسد المنافذ الموجودة في بيته الجديد وتغطي بيته بشكل محكم هو يمد يده عليها ويضربها، هي تضحك وتقول ( لك انت شكد خبيث مو كاعد اغطي بيتك ، امس حاولت ان اغطي بيته بشكل محكم بسبب برودة الجو ولكنه مد يده وضربني ، ضحكت لكوني اعرف طبعه جيدا .